وكذا إذا أتبع الفعل بالافعلال كقوله اعسج اعسجاجا واسلخ اسلخاخا على زنة احمر احمرارا فيكون إشارة إلى تشديد آخر الفعل فتنبه وكذا قال اخضر اخضرارا وأقرب من هذا قوله وأكمت الفرس اكماتا واكمت اكمتاتا واكمات اكميتاتا وأخرجت النعامة اخراجاجا وأخرجت اخريجاجا صارت خرجاء أي ذات لونين سواد وبياض من الخرررج محركا والخرجاء في الشياه التي ابيضت وجلاها مع الخاصرتين كما في الصحاح (ومنها) انه يذكر الاسم بغير ضبط اتكالا على الشهرة ثم يعطف على مقدر كقوله الجص ويكسر أي انه بالفتح وقد يكسر فلا تتوهم ان الكسر أقل من الفتح بل هو الأفصح كما في شروح الفصيح ونبه عليه الشارح هناك ونظيره قوله في جمع غضبان غضبانى ويضم أي بالفتح ويضم وكأن تقديم الفتح ليس لأفصحيته فان الضم أفصح بل لكونه هو الأصل في الضبط للمجرد عن الضبط فهذه هي النكتة التي ظهرت لي (منها) انه إذا ذكر الموازين في كلمة سواء كانت فعلا أو اسما فإنه في الغالب يقدم المشهور الفصيح أولا ثم يتبعه ثانيا باللغات الزائدة إن كان في الكلمة لغتان أوأكير (ومنها) انه عند ايراده المصادر يقدم المصدر المقيس أولا ثم يذكر غيره في الغالب ومن غير الغالب قوله فهق الاناء كفرح فهقا ويحرك وقال مثله في أفن وفى غبن ويقن ونفط وغيرها وانظر هل يحمل قوله نشب كفرح نشبا على الغالب فيكون محركا (ومنها) انه قد يأتي بوزنين متحدين في اللفظ فيظن من لا معرفة له بأسرار الألفاظ ولا باصطلاح الحفاظ أن ذلك تكرار وليس فيه فائدة وقد يكون له فوائد سنذكرها في مواضعها وأقربها انه أحيانا يزن الكلمة الواحدة بزفر وصرد وكلاهما مشهور بضم أوله وفتح ثانيه فيظهر أنه تكرار وهو يشير بالوزن الأول ألب انه علم فيعتبر فيه المنع من الصرف كزفر الذي هو علم وبالثاني إلى أنه جنس لم يقصد منه تعريف فيكون نكرة فيصرف كصرد ويأتي في ألفاظ يزنها بسحاب وقطام وثمان وواسع الاطلاع لا يخفى عليه شئ من تلك الأوزان (ومنها) انه قد يذكر الكلمة في بابين نظرا لقولين أو للغتين فيها ومن ذلك ما يذكره في المهموز يعيده في المعتل وقد يذكر الكلمة في فصلين من الباب كالسراط والصراط نظر للقولين بأصالة كل وان صرح في أحد الموضعين بالأصالة فهو غير صارف النظر عن القول الضعيف وتارة يذكر الكلمة في موضعين من الفصل الواحد للقول بأن أحد حروفها زائد وللقول بالصالة كما في الفنجل ذكره في فصل الفاء المتلوة بالجيم على أن النون زائدة ثم أعاده في الفاء والنون على القول بأصالتها (ومنها) أنه انما يعتبر الحروف الأصلية في الكلمات دون الزوائد وان أبدلت بغيرها قياسا أو سماعا فلا يلتفت للعوارض كما يقع في العين وغيره من المصنفات التي تساهل مصنفوها فأوردوا الكلمات بحسب الحالة الراهنة لم ينظر واللاصول ومن ثم يخفى على كثير من الناس مراجعة ألفاظ مزيدة فيه نحو التوراة فان الظاهر أنها تذكر في فصل التاء وهو اعتبر أصل اشتقاقها وانها من ورى الزند أو من واراه إذ ستره وان أصلها ووراة على فوعلة أبدلت الواو تاء كتخمة وتكأة فذكرها في ورى كما ذكر التخمة في و خ م والتكأة في وكأ ونحو التقوى فان كثيرا من الناس يحاجى بها ويقول إن المصنف لم يذكر التقوى في كتابه بناء على الظاهر وانه يذكرها في الوقية وهو انما اعتبر أصلها فذكرها في فصل الحاء من بابها لا من باب الراء ومن ذلك بعض مركبات معربة أو عربية دخلها الاختصار فمن الأول سمرقند كما قدمناه وكذلك أذربيجان ذكرها في ذرب ومن الثاني عبشمى نسبة إلى عبد شمس ذكره في شمس نظر للجزء الثاني ورسعنى نسبة إلى رأس عين ذكره في عين كما ذكر بلحرث أي بنى الحارث في حرث وبلجعراء في الجيم وبلعنبر في العين وبلهجيم في الهاء وبلقين أي بنى اليقين في القاف وكذلك سرياقوس ذكرها في السين من باب المعتل نظر الجزء الأول (ومنها) انه عند تصديه لذكر الجموع يقدم المقيس منها ثم يذكر غيره في الغالب وقد يهمل المقيس أحيانا اعتمادا
(٣٩)