خبر مبتدأ ولا تفيد التقوى.
والعمدة في ذلك تتبع كلام السكاكي لأنا لم نجد هذا الاصطلاح لمن قبله.
(واما كونه) اي المسند (فعلا فللتقييد) اي تقييد المسند (بأحد الأزمنة الثلاثة) أعني الماضي وهو الزمان الذي قبل زمانك الذي أنت فيه والمستقبل وهو الزمان الذي يترقب وجوده بعد هذا الزمان والحال وهو اجزاء من أواخر الماضي وأوائل المستقبل متعاقبة من غير مهلة وتراخ وهذا أمر عرفي.
وذلك لان الفعل دال بصيغته على أحد الأزمنة الثلاثة من غير احتياج إلى قرينة تدل على ذلك بخلاف الاسم فإنه انما يدل عليه بقرينة خارجية كقولنا زيد قائم الان أو أمس أو غدا ولهذا قال (على أخصر وجه).
ولما كان التجدد لازما للزمان لكونه كما غير قار الذات اي لا يجتمع اجزائه في الوجود والزمان جزء من مفهوم الفعل، كان الفعل مع إفادته التقييد بأحد الأزمنة الثالثة مفيدا للتجدد واليه أشار بقوله (مع إفادة التجدد كقوله) اي كقول ظريف بن تميم (أو كلما وردت عكاظ) هو متسوق للعرب كانوا يجتمعون فيه فيتناشدون ويتفاخرون وكانت فيه وقايع (قبيلة بعثوا إلى عريفهم) عريف القوم القيم بأمرهم الذي شهر وعرف بذلك (يتوسم) اي يصدر عنه تفرس الوجوه وتأملها شيئا فشيئا ولحظة فلحظة.
واما كونه) اي المسند (اسما فلافادة عدمهما) اي عدم التقييد المذكور وإفادة التجدد يعني لافادة الدوام والثبوت لأغراض تتعلق بذلك (كقوله " لا يألف الدرهم المضروب صرتنا ") وهو ما يجتمع فيه الدراهم (لكن يمر عليها وهو منطلق ") يعنى ان الانطلاق من الصرة ثابت للدرهم دائما.
قال الشيخ عبد القاهر: موضوع الاسم على أن يثبت به الشئ للشئ، من غير اقتضاء انه يتجدد ويحدث شيئا فشيئا، فلا تعرض في زيد منطلق لأكثر من اثبات الانطلاق فعلا لا كما في زيد طويل وعمرو قصير.
(واما تقييد الفعل) وما يشبهه من اسم الفاعل والمفعول وغيرهما (بمفعول)