(لخصومة) لأنه كان ملجأ للأذلاء وعونا للضعفاء تمامه " ومختبط مما تطيح الطوائح ".
والمختبط: هو الذي يأتي إليك للمعروف من غير وسيلة تطيح من الإطاحة وهي الا ذهاب والاهلاك والطوائح جمع مطيحة على غير القياس كلواقح جمع ملقحة ومما يتعلق بمختبط وما مصدرية أي سائل يسئل من اجل اذهاب الوقائع ماله أو بيبكي المقدر أي يبكي لأجل اهلاك المنايا يزيد.
(وفضله) أي رجحانه نحو ليبك يزيدا ضارع مبنيا للمفعول (على خلافه) يعنى ليبك يزيد ضارع مبنيا للفاعل ناصبا ليزيد ورافعا لضارع (بتكرر الاسناد) بان أجمل أولا (اجمالا ثم) فصل ثانيا (تفصيلا) اما التفصيل فظاهر.
واما الاجمال فلأنه لما قيل: ليبك علم أن هناك باكيا يسند إليه هذا البكاء لان المسند إلى المفعول لابد له من فاعل محذوف أقيم المفعول مقامه ولا شك ان المتكرر آكد وأقوى وان الاجمال ثم التفصيل أوقع في النفس (وبوقوع نحو يزيد غير فضلة) لكونه مسندا إليه لا مفعولا كما في خلافه (وبكون معرفة الفاعل كحصول نعمة غير مترقبة لان أول الكلام غير مطمع في ذكره) أي ذكر الفاعل لاسناد الفعل وتمام الكلام به بخلاف ما إذا بنى للفاعل فإنه مطمع في ذكر الفاعل إذ لابد للفعل من شئ يسند هو إليه.
(واما ذكره) أي ذكر المسند (فلما مر) في ذكر المسند إليه من كون الذكر هو الأصل مع عدم المقتضى للعدول ومن الاحتياط لضعف التعويل على القرينة مثل خلقهن العزيز العليم.
ومن التعريض بغباوة السامع نحو محمد نبينا صلى الله عليه وآله في جواب من قال من نبيكم وغير ذلك (أو) لأجل (ان يتعين) بذكر المسند (كونه اسما) فيقيد الثبوت والدوام (أو فعلا) فيفيد التجدد والحدوث.
(واما افراده) أي جعل المسند غير جملة (فلكونه غير سببي مع عدم إفادة تقوى الحكم) إذ لو كان سببيا نحو زيد قام أبوه أو مفيدا للتقوى نحو زيد قام فهو جملة قطعا.