المقصود (والحق انه ان تضمن اعتبار لطيفا) غير الملاحة التي أورثها نفس القلب (قبل كقوله " ومهمه) أي مفازة (مغبرة أي مملوكة بالغبرة أرجاؤه،) أي أطرافه ونواحيه جمع الرجى مقصورا (كان لو ارضه سماؤه ") على حذف المضاف (أي لونها) يعنى لون السماء فالمصراع الأخير من باب القلب والمعنى كأن لون سمائه لغبرتها لون ارضه.
والاعتبار اللطيف هو المبالغة في وصف لون السماء بالغبرة حتى كأنه صار بحيث يشبه به لون الأرض في ذلك مع أن الأرض أصل فيه (والا) أي وان لم يتضمن اعتبار لطيفا (رد) لأنه عدول عن مقتضى الظاهر من غير نكتة يعتد بها (كقوله) فلما ان جرى سمن عليها (كما طينت بالفدن) اي بالقصر (السياعا) اي الطين بالتبن والمعنى كما طينت الفدن بالسياع يقال طينت السطح والبيت.
ولقائل ان يقول: انه يتضمن من المبالغة في وصف الناقة بالسمن مالا يتضمنه قوله كما طينت الفدن بالسياع لايهامه ان السياع قد بلغ مبلغا من العظم والكثرة إلى أن صار بمنزلة الأصل والفدن بالنسبة إليه كالسباع بالنسبة إلى الفدن.