الشرط والجزاء (فعلية استقبالية).
اما الشرط فلأنه مفروض الحصول في الاستقبال فيمتنع ثبوته ومضيه.
واما الجزاء، فلان حصوله معلق على حصول الشرط في الاستقبال ويمتنع تعليق حصول الحاصل الثابت على حصول ما يحصل في المستقبل (ولا يخالف ذلك لفظا الا لنكتة) لامتناع مخالفة مقتضى الظاهر من غير فائدة.
وقوله لفظا: إشارة إلى أن الجملتين وان جعلت كلتاهما أو إحديهما اسمية أو فعلية ماضوية فالمعنى على الاستقبال حتى أن قولنا ان أكرمتني الان فقد أكرمتك أمس معناه ان تعتد باكرامك إياي الان فاعتد باكرامي إياك أمس.
وقد تستعمل ان في غير الاستقبال قياسا مطردا مع كان نحو وان كنتم في ريب، كما مر وكذا إذا جئ بها في مقام التأكيد بعد واو الحال لمجرد الوصل والربط دون الشرط نحو زيد وان كثر ماله بخيل وعمرو وان أعطى جاها لئيم.
وفى غير ذلك قليلا كقوله:
فيا وطني ان فاتني بك سابق * من الدهر فلينعم لساكنك البال ثم أشار إلى تفصيل النكتة الداعية إلى العدول عن لفظ الفعل المستقبل بقوله (كابر از غير الحاصل في معرض الحاصل لقوة الأسباب) المتأخذة في حصوله نحو ان اشتريت كان كذا حال انعقاد أسباب الاشتراء (أو كون ما هو مقطوع الوقوع كالواقع) هذا عطف على قوة الأسباب وكذا المعطوفات بعد ذلك بأو لأنها كلها علل لابراز غير الحاصل في معرض الحاصل على ما أشار إليه في اظهار الرغبة.
ومن زعم أنها كلها عطف على ابراز غير الحاصل في معرض الحاصل فقدسها سهوا بينا.
(أو التفاؤل أو اظهار الرغبة في وقوعه) أي وقوع الشرط (نحو ان ظفرت بحسن العاقبة) فهو المرام هذا يصلح مثالا للتفاؤل ولإظهار الرغبة ولما كان اقتضاء اظهار الرغبة ابراز غير الحاصل في معرض الحاصل يحتاج إلى بيان ما أشار إليه بقوله