مختصر المعاني - سعد الدين التفتازاني - الصفحة ٢٠٥
مشبها به لغرض من الأغراض وسبب من الأسباب مثل زيادة الاهتمام وكون الكلام فيه (كتشبيه غرة الفرس بالصبح وعكسه) أي تشبيه الصبح بغرة الفرس (متى أريد ظهور منير في مظلم أكثر منه) أي من ذلك المنير من غير قصد إلى المبالغة في وصف غرة الفرس بالضياء والانبساط وفرط التلألؤ ونحو ذلك إذ لو قصد ذلك لوجب جعل الغرة مشبها والصبح مشبها به.
(وهو) أي التشبيه (باعتبار الطرفين) المشبه والمشبه به أربعة أقسام لأنه (اما تشبيه مفرد بمفرد وهما) أي المفردان (غير مقيدين كتشبيه الخد بالورد أو مقيدان كقولهم) لمن لا يحصل من سعيه على طائل (هو كالراقم على الماء) فالمشبه هو الساعي المقيد بان لا يحصل من سعيه على شئ والمشبه به وهو الراقم المقيد بكون رقمه على الماء لان وجه الشبه هو التسوية بين الفعل وعدمه وهو موقوف على اعتبار هذين القيدين (أو مختلفان) أي أحدهما مقيد والاخر غير مقيد (كقوله والشمس كالمرآة في كف الأشل) فالمشبه به أعني المرآة مقيدة بكونه في كف الأشل بخلاف المشبه أعني الشمس (وعكسه) أي تشبيه المرآة في كف الأشل بالشمس فالمشبه مقيد دون المشبه به.
(واما تشبيه مركب بمركب) بان يكون كل من الطرفين كيفية حاصلة من مجموع أشياء قد تضامت وتلاصقت حتى عادت شيئا واحدا (كما في بيت بشار) كأن مثار النقع فوق رؤسنا * وأسيافنا على ما سبق تقريره (واما تشبيه مفرد بمركب كما مر من تشبيه الشقيق) وهو مفرد باعلام ياقوت نشرن على رماح من زبرجد وهو مركب من عدة أمور، والفرق بين المركب والمفرد المقيد أحوج شئ إلى التأمل فكثيرا مما يقع الالتباس.
(واما تشبيه مركب بمفرد كقوله يا صاحبي تفصيا نظريكما،) في الأساس تقصيته أي بلغت أقصاه أي اجتهدا في النظر وابلغا أقصى نظريكما (تريا وجود الأرض كيف تصور،) أي تتصور حذفت التاء، يقال صوره الله صورة حسنة فتصور (تريا نهارا مشمسا) أي ذا شمس لم يستره غيم (قد شابه) أي خالطه (زهر الربا)
(٢٠٥)
مفاتيح البحث: الربا (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 ... » »»