ذكر الديارات المشهورة التي وردت فيها الاخبار; وقيل فيها الاشعار (دير الأبلق (1)) قال أبو الفرج: أخبرنا أبو الحسن الأسدي والعتكي (2)، قالا: (نا) الرياشي: أن حارثة بن بدر (3) كان بكوارا يتنزه، فنزل ديرا يقال له الأبلق، فاستطابه وأقام فيه، ثم جلس من غد، ودخل إليه جماعة من جيشه، فتحدثوا طويلا، ثم أنشأ حارثة يقول:
ألم تر أن حارثة بن بدر * أقام بدير أبلق من كوارا * ثم قال لمن حضر من أصحابه: من أجاز هذا البيت فله حكمه. فقال رجل منهم:
أنا أجيزه، على أن تجعل لي الأمان من غضبك، وتجعلني رسولك إلى البصرة.
قال: ذلك لك. فقال الرجل:
مقيما يشرب الصهباء صرفا * إذا ما قلت تصرعه استدارا * فقال له حارثة: لك شرطك; ولو [كنت] (4) قلت لنا ما يسرنا لسررناك.