وسارت بلى وبهراء وخولان، بنو عمرو بن الحاف بن قضاعة، ومهرة بن حيدان ومن لحق بهم، إلى بلاد اليمن، فوغلوا فيها، حتى نزلوا مأرب: أرض سبأ، بعد افتراق الأزد منها، وأقاموا بها زمانا، ثم أنزلوا عبدا لإراشة بن عامر ابن عبيلة بن قسميل بن فران بن بلى، يقال له أشعب، في بئر بمأرب، وأدلوا عليه دلاءهم، فطفق الغلام يملا لمواليه ويؤثرهم، ويبطئ عن زيد اللات (1) بن عامر بن عبيلة، فغضب، فحط عليه صخرة، وقال: دونك يا أشعب، فدمغته، فاقتتل القوم، ثم تفرقوا. فتقول قضاعة إن خولان أقامت باليمن، فنزلوا مخلاف خولان، وإن مهرة أقامت هناك، وصارت منازلهم (2) الشحر، وإنه مهرة بن حيدان بن عمران بن الحاف، وإنه خولان بن عمرو بن الحاف. ويأبى نساب اليمن ذلك، فيقولون: هو خولان بن عمرو بن مالك بن مرة بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان.
ولحق عامر بن زيد اللات (1) بن عامر بن عبيلة بسعد العشيرة، فبنو (3) زيد اللات (1) فيهم، فيقولون: زيد اللات (1) بن سعد العشيرة. قال المثلم بن قرط البلوى في ذلك:
ألم تر أن الحي كانوا بغبطة * بمأرب إذ كانوا يحلونها معا * بلى وبهراء وخولان إخوة * لعمرو بن حاف فرع من قد تفرعا * أقام بها خولان بعد ابن أمه * فأثرى لعمري في البلاد وأوسعا * فلم أر حيا من معد (4) عمارة * أجل بدار العز منا وأمنعا * وانصرفت جماعة من تلك القبائل راجعين إلى بلادهم من تهامة والحجاز،