الفروق اللغوية - أبو هلال العسكري - الصفحة ٢١١
صيغته لأنه يكون على صيغة ما ليس بخبر كقولك رحم الله زيدا والمعنى اللهم إرحم زيدا. والحديث في الأصل هو ما تخبر به عن نفسك من غير أن تسنده إلى غيرك وسمي حديثا لأنه لا تقدم له وإنما هو شئ حدث لك فحدثت به ثم كثر استعمال اللفظين حتى سمي كل واحد منهما باسم الآخر فقيل للحديث خبر وللخبر حديث، ويدل على صحة ما قلنا أنه يقال فلان يحدث عن نفسه بكذا وهو حديث النفس ولا يقال يخبر عن نفسه ولا هو خبر النفس، واختار مشايخنا قولهم إن سأل سائل فقال أخبروني ولم يختاروا حدثوني لان السؤال استخبار والمجيب مخبر، ويجوز أن يقال إن الحديث ما كان خبرين فصاعدا إذا كان كل واحد منهما متعلقا بالآخر فقولنا رأيت زيدا خبر، ورأيت زيدا منطلقا حديث، وكذلك قولك رأيت زيدا وعمرا حديث مع كونه خبرا.
829 الفرق بين الخبر والشهادة: (1222).
830 الفرق بين الخبر والعلم: أن الخبر هو العلم بكنه المعلومات على حقائقها ففيه معنى زائد على العلم، قال أبو أحمد بن أبي سلمة رحمه الله: لا يقال منه خابر لأنه من باب فعلت مثل طرقت وكرمت وهذا غلط لان فعلت لا يتعدى وهذه الكلمة تتعدى به وإنما هو من قولك خبرت الشئ إذا عرفت حقيقة خبره وأنا خابر وخبير من قولك خبرت الشئ إذا عرفت حقيقة خبره وأنا خابر وخبير من قولك خبرت الشئ إذا عرفته مبالغة مثل عليم وقدير ثم كثر حتى أستعمل في معرفة كنهه وحقيقته قال كعب الأشقري (1):

(1) " الأسقري خ ل ".
(٢١١)
مفاتيح البحث: يوم عرفة (2)، الشهادة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 ... » »»
الفهرست