الوصل " يشير إلى أن اخراج الصوت وهو ساكن بصفته محتاج إلى وسيلة إلى اخراجه.
ويذهب الخليل بعيدا في هذه المقدمة فيحلل الأصوات وبكتب في مادتها وصفاتها فيقول:
إعلم أن الحروف الذلق والشفوية ستة وهي، ر ل ن، ف ب ب م، وإنما سميت هذه الحروف ذلقا لان الذلاقة في المنطق إنما هي بطرف أسلة اللسان والشفتين وهما مدرجتا هذه الأحرف الستة، منها ثلاثة ذليقة: ر ل ن تخرج من ذلق اللسان من طرف غار الفم، وثلاثة شفوية: ف ب م، مخرجها ما بين الشفتين خاصة.
لا تعمل الشفتين في شئ من الحروف الصحاح إلا في هذه الا حرف الثلاثة فقط، ولا ينطلق طرف اللسان إلا بالراء واللام والنون ".
في هذا المادة الصوتية ندرك أن الخليل استطاع أن ينشئ في العربية معجمها في المصطلح اللغوي الصوتي لا نعرفه قبل الخليل بهذه السعة وهذا العمق. ولقد تهيأ له أن يلم بالكلم في العربية فيميز بينها وبين الأعجمي الذي يتصف بصفات خاصة.
يقول:
" فان وردت عليك لكمة رباعية أو خماسية معراة من الحروف الذلق أو الشفوية ولا يكون في تلك الكلمة من هذا الحروف حرف واحد أو اثنان أو فوق ذلك فاعلم أن تلك الكلمة محدثة مبتدعة، ليست في كلام العرب، لأنك لست واجدا من يسمع في كلام العرب كلمة واحدة رباعية أو خماسية إلا وفيها من الحروف الذلق أو الشفوية واحد أو اثنان أو أكثر ".
وأما البناء الرباعي المنبسط فان الجمهور الأعظم منه لا يعرى من الحروف الذلق أو من بعضها، إلا كلمات نحو عشر جئن شواذ.
وقد أسهب الخليل في شرح صفات الكلم الدخيل غير العربي من الناحية الصوتية.
ولم يقتصر الخليل على وصف الأصوات مفردة بل عرض لها وهي مجموعة في كلمات لتوفر شئ