الفصل الثالث في أسفارها وهي ستة أسفار السفر الأول (من المدينة إلى الكوفة مع أبيها أمير المؤمنين (ع)) لما هاجر إليها سافرت (ع) هذا السفر وهي في غاية العز ونهاية الجلالة والاحتشام، يسير بها موكب فخم رهيب من مواكب المعالي والمجد، ومحفوف بأبهة الخلافة، محاط بهيبة النبوة، مشتمل على السكينة والوقار، فيه أبوها الكرار أمير المؤمنين (ع) وإخوتها الحسنان سيدا شباب أهل الجنة، وحامل الراية العظمى محمد بن الحنفية، وقمر بني هاشم العباس بن علي (ع)، وزوجها الجواد عبد الله بن جعفر، وأبناء عمومتها عبد الله بن عباس وعبيد الله وإخوتهما وبقية أبناء جعفر الطيار وعقيل بن أبي طالب وغيرهم من فتيان بني هاشم، وأتباعهم من رؤساء القبائل وسادات العرب مدججين بالسلاح غاصين في الحديد، والرايات ترفرف على رؤوسهم وتخفق على هاماتهم وهي في غبطة وفرح وسرور.
(٤٤٣)