وفيات الأئمة - من علماء البحرين والقطيف - الصفحة ٤٣٦
شخصا ولا سمعت لها صوتا، وكانت إذا أرادت الخروج لزيارة جدها رسول الله تخرج ليلا والحسن عن يمينها والحسين عن شمالها وأمير المؤمنين (ع) أمامها، فإذا قربت من القبر الشريف سبقها أمير المؤمنين (ع) فأخمد ضوء القناديل، فسأله الحسن (ع) مرة عن ذلك فقال (ع): أخشى أن ينظر أحد إلى شخص أختك زينب.
وورد عن بعض المطلعين أن الحسن (ع) لما وضع الطشت بين يديه وصار يقذف كبده وسمع بأن أخته زينب تريد الدخول عليه أمر وهو في تلك الحال برفع الطشت إشفاقا عليها، وجاء في بعض الاخبار أن الحسين (ع) كان إذا زارته زينب يقوم إجلالا لها وكان يجلسها في مكانه، ولعمري إن هذه منزلة عظيمة لزينب (ع) وأخيها الحسين (ع).
كما أنها كانت أمينة أبيها على الهدايا الإلهية.
ففي حديث مقتل أمير المؤمنين (ع) الذي نقله المجلسي في تاسع البحار نادى الحسن (ع) أخته زينب أم كلثوم: هلمي بحنوط جدي رسول الله (ص) فبادرت زينب مسرعة حتى أتت به، فلما فتحته فاحت الدار وجميع الكوفة وشوارعها لشدة رائحة ذلك الطيب، وقال الفاضل الأديب حسن قاسم في كتابه (السيدة زينب السيدة الماهرة الزكية)، زينب بنت الإمام علي بن أبي طالب (ع) ابن عم الرسول (ص) وشقيقة ريحانتيه لها أشرف نسب وأجل حسب وأكمل نفس وأطهر قلب، فكأنها صيغت في قالب ضمخ بعطر الفضائل، فالمستجلي آثارها يتمثل أمام عينيه رمز الحق رمز الفضيلة رمز الشجاعة رمز المروءة، فصاحة اللسان قوة الجنان مثال الزهد والورع، مثال العفاف والشهامة ان في ذلك لعبرة. وقال أيضا فإن عد في النساء الشهيرات فالسيدة أولاهن وإذا عدت الفضائل فضيلة فضيلة من وفاء وسخاء وصدق وصفاء وشجاعة وإباء وعلم وعبادة وعفة وزهادة فزينب أقوى مثال للفضيلة بكل مظاهرها.
وقال العلامة السيد جعفر آل بحر العلوم الطباطبائي في كتابه (تحفة
(٤٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 431 432 433 434 435 436 437 438 439 440 441 ... » »»
الفهرست