وفيات الأئمة - من علماء البحرين والقطيف - الصفحة ٤٣٧
العالم) المطبوع بالنجف زينب الكبرى زوجة عبد الله بن جعفر تكنى أم الحسن، ويكفي في جلالة قدرها ونبالة شأنها ما ورد في بعض الاخبار من أنها دخلت على الحسين (ع) وكان يقرأ القرآن، فوضع القرآن على الأرض وقام إجلالا لها.
وقال محمد علي المصري في رسالته التي طبعها بمصر السيدة زينب رضي الله عنها: هي بنت سيدي الإمام علي كرم الله وجهه، وبنت السيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله (ص)، وهي من أجل أهل البيت حسبا وأعلاهم نسبا، خيرة السيدات الطاهرات، ومن فضيلات النساء وجليلات العقائل التي فاقت الفوارس في الشجاعة، واتخذت طول حياتها تقوى الله بضاعة، وكان لسانها الرطب بذكر الله على الظالمين غصبا ولأهل الحق عينا معينا، كريمة الدارين وشقيقة الحسنين، بنت البتول الزهراء التي فضلها الله على النساء، وجعلها عند أهل العزم أم العزائم وعند أهل الجود والكرم أم هاشم، إلى أن قال ولدت رضي الله عنها سنة خمس من الهجرة النبوية قبل وفاة جدها (ص) بخمس سنين فسر بمولدها أهل بيت النبوة أجمعون، ونشأت نشأة حسنة كاملة فاضلة عالمة، من شجرة أصلها ثابت وفرعها في السماء، وكانت على جانب عظيم من الحلم والعلم ومكارم الأخلاق، ذات فصاحة وبلاغة تفيض من يدها عيون الجود والكرم.
وقد جمعت بين جمال الطلعة وجمال الطوية حتى أنها اشتهرت في بيت النبوة ولقبت بصاحبة الشورى، وكفاها فخرا أنها فرع من شجرة أهل بيت النبوة الذين مدحهم الله تعالى في كتابه العزيز.
وأما علمها (ع)، فهو البحر لا ينزف فإنها سلام الله عليها هي المترباة في مدينة العلم النبوي، المعتكفة بعده ببابها العلوي، المتغداة بلبانه من أمها الصديقة الطاهرة سلام الله عليها، وقد طوت عمرا من الدهر مع الامامين السبطين يزقانها العلم زقا فهي [اغترفت] من عباب علم
(٤٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 432 433 434 435 436 437 438 439 440 441 442 ... » »»
الفهرست