وفيات الأئمة - من علماء البحرين والقطيف - الصفحة ٤٣٣
إلى أبي بكر فأسلم وأطلقه وزوجه أخته المذكورة، فأولدها محمد بن الأشعث وهو أحد قتلة الحسين (ع)، ثم أن الذي كان يدور في خلد أمير المؤمنين (ع) أن يزوج بناته من أبناء إخوته ليس إلا امتثالا لقول النبي (ص) حين نظر إلى أولاد علي (ع) وجعفر وقال: بناتنا لبنينا وبنونا لبناتنا، ولذلك دعا بابن أخيه عبد الله بن جعفر وشرفه بتزويج تلك الحوراء الإنسية إياه على صداق أمها فاطمة أربعمائة وثمانين درهما، ووهبها إياه من خالص ماله (ع).
وذكر بعض حملة الآثار أن أمير المؤمنين (ع) لما زوج ابنته من ابن أخيه عبد الله بن جعفر اشترط عليه في ضمن العقد أن لا يمنعها متى أرادت السفر مع أخيها الحسين، وكان عبد الله بن جعفر أول مولود في الاسلام بأرض الحبشة، وكان ممن صحب رسول الله (ص) وحفظ حديثه ثم لازم أمير المؤمنين (ع) والحسين (ع) وأخذ منهم العلم الكثير.
قال في الاستيعاب: وكان كريما، جوادا، ظريفا، خليقا، عفيفا، سخيا، وأخبار عبد الله بن جعفر في الكرم كثيرة، وكان يدعوه النبي (ص) من أيسر بني هاشم وأغناهم، وله في المدينة وغيرها قرى وضياع ومتاجرة عدا ما كانت تصله من الخلفاء من الأموال، وكان بيته محط آمال المحتاجين، وكان لا يرد سائلا قصده، وكان يبدأ الفقير بالعطاء قبل أن يسأله فسئل عن ذلك فقال: لا أحب أن يريق ماء وجهه بالسؤال، حتى قال فقراء المدينة بعد موته:
ما كنا نعرف السؤال حتى مات عبد الله بن جعفر، فيحق له أن يتمثل بقول الشاعر:
[نحن أناس نوالهم خضل * يرتع فيه الرجاء والأمل] [تجود قبل السؤال أنفسنا * خوفا على ماء وجه من يسل] ولا زالت الصديقة زينب الكبرى سلام الله عليها في بيت زوجها عبد الله بن جعفر الجواد، وهو من علمت ثروته، ويساره، وكثرة أمواله،
(٤٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 426 427 429 431 432 433 434 435 436 437 438 ... » »»
الفهرست