وفيات الأئمة - من علماء البحرين والقطيف - الصفحة ٤٠٥
يديه ورجليه، ثم قال (ع) اني وعدت جعفر الشريف (رض) أن أوافيكم هذا اليوم، فصليت الظهر والعصر بسر من رأى وصرت إليكم وها أنا قد جئتكم الآن، فاجمعوا مسائلكم وحوائجكم كلها، فأول من ابتدر بالمسألة النصر بن جابر فقال: يا بن رسول الله (ص) إن ابني جابرا بلي في بصره فادع الله تعالى أن يرد عينيه، فقال (ع): هاته، فجاء به فمسح بيده على عينيه فعاد بصره، ثم تقدم رجل فرجل يسألونه حوائجهم فأجابهم ودعا لهم بالخير، ثم انصرف (ع) من يومه ذلك إلى سر من رأى.
وعن علي بن شابور قال: قحط الناس بسر من رأى في زمن الحسن بن علي العسكري (ع) فأمر المتوكل بالاستسقاء، فخرجوا ثلاثة أيام يستسقون ويدعون فما سقوا، وخرج الجاثليق في اليوم الرابع مع النصارى والرهبان، وكان فيهم راهب فلما مد يده هطلت السماء بالمطر، وخرجوا في اليوم الثاني فمطرت السماء، فشك أكثر الناس وتعجبوا وصبوا إلى دين النصرانية، فأنفذ المتوكل إلى الحسن العسكري (ع) وكان محبوسا فأخرجه من الحبس، وقال:
إلحق أمة جدك (ص) فقد هلكت فقال (ع): إني خارج ومزيل الشك إن شاء الله تعالى، قال: فخرج الجاثليق في اليوم الثالث والرهبان معه، وخرج الحسن (ع) في نفر من أصحابه، فلما بصر بالراهب قد مد يده أمر بعض مماليكه أن يقبض على يده اليمنى ويأخذ ما بين أصبعه ففعل، وأخذ منه عظما أسودا، فأخذه الحسن (ع) وقال له استسق الآن فاستسقى، وكان في السماء غيما فتقشع الغيم وطلعت الشمس بيضاء، فقال المتوكل: ما هذا العظم يا أبا محمد؟ فقال (ع): إن هذا الرجل مر بقبر من قبور الأنبياء فوقع في يده هذا العظم، وما كشف عن عظم نبي إلا هطلت السماء بالمطر:
[لحا الله قوما وازنوك بمن عتى * على الله عدوانا فهدم دينه] [يظنون أن القطر ينزل سرعة * إذا مد من غطى العقول يمينه] [ولم يعلموا عظم النبي بكفه * ومن أين هذا السر يستخرجونه]
(٤٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 399 401 402 403 404 405 406 407 408 409 410 ... » »»
الفهرست