وفيات الأئمة - من علماء البحرين والقطيف - الصفحة ٤٠٧
الحسن العسكري (ع)، فلما دخل الدار نظره واقفا في صحن الدار، فوضع يده على كفله، قال: فنظر إلى البغل وقد عرق حتى سال العرق منه.
ثم صار (ع) إلى المستعين فسلم عليه ورحب به وقربه وقال: يا أبا محمد ألجم هذا البغل، فقال (ع) لغلامه وكان اسمه أبي إلجمه يا غلام فقال المستعين: وأسرجه، فأسرجه (ع)، فقال المستعين: أرى أن تركبه فركبه من غير أن يمتنع عليه، ثم أركضه في الدار ثم حمله إلى الهملجة، فمشى أحسن مشي، ثم رجع فنزل (ع) فقال له المستعين: كيف رأيته؟ فقال (ع): ما رأيت مثله حسنا ورفاهة، فقال له المستعين: فإن أمير المؤمنين قد حملك عليه فقال (ع) لغلامه: خذه يا أبي فأخذه أبي فقاده.
وعن أبي هاشم قال: شكوت إلى أبي محمد (ع) ضيق الحبس وضيق القيود، فكتب إلى أن تصلي اليوم الظهر في منزلك فكان كما قال (ع)، وكنت مضيقا فأردت أن أطلب منه معونة في الكتاب الذي كتبته فاستحيت، فلما صرت إلى منزلي وجه إلي بمائة دينار وكتب لي: إذا كانت لك حاجة فلا تستحي ولا تحتشم، واطلبها تأتك على ما تحب إن شاء الله تعالى.
وعن محمد بن علي بن إبراهيم بن جعفر، قال: ضاق بنا الامر فقال أبي: امض بنا حتى نصير إلى هذا الرجل يعني أبا محمد (ع) فقد وصف عنه سماحة، فقلت: أتعرفه؟ قال: والله ولا رأيته قط، ثم قصدناه فقال أبي ونحن في الطريق: ليته يأمر لي بخمسمائة درهم مائتي درهم للكسوة، ومائتي درهم للدقيق ومائة درهم للنفقة، وقلت أنا في نفسي: ليته يأمر لي بثلائمائة درهم مائة أشتري بها حمارا، ومائة للنفقة، ومائة للكسوة، وأخرج إلى الجبل، فلما وافينا الباب خرج علينا غلامه فقال: يدخل علي بن إبراهيم وابنه، فلما دخلنا وسلمنا قال لأبي: يا علي ما خلفك عنا إلى هذا الوقت؟
فقلت يا سيدي استحييت أن ألقاك على هذه الحال، فلما خرجنا من عنده جاءنا غلامه فناول أبي صرة فيها دراهم فقال: هذه خمسمائة درهم مائتان للكسوة
(٤٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 402 403 404 405 406 407 408 409 410 411 413 ... » »»
الفهرست