وفيات الأئمة - من علماء البحرين والقطيف - الصفحة ٤١٠
صلينا العتمة جاءني السائس فقال: نفق فرسك الساعة، فاغتممت وعلمت أنه عنى هذا بذلك القول، ثم دخلت على أبي الحسن (ع) بعد أيام وأنا أقول في نفسي ليته يخلف علي دابة، فلما جلست قال: قبل أن أحدثه بشئ: نعم يخلف الله عليك، يا غلام أعطه برذوني الكميت. ثم قال: هذا خير من فرسك وأوطأ وأطول عمرا.
وقال أحمد بن محمد: كنت كتبت إلى أبي محمد الحسن (ع) حين أخذ المهدي في قتل الموالي يا سيدي الحمد لله الذي شغله عنا، فقد بلغني أنه يتهددك ويقول: والله لأخلينهم عن جدد الأرض، فوقع بخطه ذلك أقصر لعمره، فعد من يومك هذا إلى خمسة أيام، فيقتل يمر به في اليوم السادس بعد هوان واستخفاف بموته. فكان كما قال (ع).
ودخل العباسيون على صالح بن وصيف عندما حبس (ع) عنده وقالوا له:
ضيق عليه ولا توسع فقال صالح: ما أفعل به فقد وكلت به رجلين من أشر ما قدرت عليه، وقد صار إلى العبادة والصلاة والصيام إلى أمر عظيم، ثم أمر بإحضار الموكلين فقال لهما: ويحكما وما شأنكما في أمر هذا الرجل؟ فقالا له: ما تقول في رجل يصوم النهار ويقوم الليل كله، لا يتكلم ولا يتشاغل بغير العبادة، فإذا نظر نظر إلينا ارتعدت فرائصنا، ودخلنا مما لا نملكه على أنفسنا، فلما سمع العباسيون انقلبوا.
وذكر جماعة من أصحابنا قالوا: سلم الحسن (ع) إلى حباس يقال له نحير ويقال نحرير فكان يضيق عليه ويؤذيه، فقالت له امرأته: اتق الله فإنك لا تدري من في منزلك، وذكرت له صلاحه وعبادته، وقالت: إني أخاف عليك منه فقال: والله لأرمينه إلى السباع، ثم استأذن الخليفة في ذلك فأذن له، فرمى به إليها ولم يشكوا في هلاكه، فنظروا إلى الموضع ليعرفوا الحال فوجدوه قائما يصلي والسباع حوله، فأمر بإخراجه إلى داره.
(٤١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 405 406 407 408 409 410 411 413 414 415 416 ... » »»
الفهرست