وفيات الأئمة - من علماء البحرين والقطيف - الصفحة ٤٠٣
مختومة، وكنت أصوم معه، فلما كان ذات يوم أكلت كعكة كبيرة، ولم يشعر بي أحد، ثم جئت فجلست معه فقال لغلامه: أطعم أبا هاشم فإنه مفطر، فتبسمت فقال: ما يضحكك يا أبا هاشم؟ إذا أردت القوة فكل اللحم فإن الكعك لا قوة فيه، صدق الله ورسوله (ص) وأنتم أهل بيت رسوله (ص) ثم قال لي: أفطر ثلاثا فإن الصحة لا ترجع إذا نهكها الصوم في أقل من ثلاث، فلما كان في اليوم الذي أراد الله تعالى أن يفرج عنه فيه، جاءه الغلام فقال: يا سيدي أحمل فطورك إليك؟ قال: أحمله وما أحسبنا نأكله، فحمل الغلام الطعام عند الظهر وأطلق العصر وهو صائم، فقال (ع): كلوا هناكم الله تعالى.
فيا لها من مناقب كشفت عن تلك الأنوار المضيئة، وأبرزت محجبات أبكار الاسرار من الأفكار، فلا غرو حسدوهم الليل والنهار، وارتكب ما ارتكب في شأنهم الحسدة الأشرار، فحرصوا أن يفنوهم من جديد الأرض، ويضيقوا عليهم في الطول والعرض، فسجنوهم في السجون والقيود، ودفنوهم أحياء في الأخدود.
وعن أبي القاسم كاتب راشد في كشف الغمة، قال: خرج رجل من العلويين بسر من رأى في أيام الحسن (ع) إلى الجبل يطلب الفضل، فلقيه رجل بهلول فقال له: من أين أتيت؟ فقال: من سر من رأى، فقال له: تعرف درب كذا ودرب كذا؟ فقال: نعم فقال: هل عندك من أخبار الحسن بن علي (ع)؟ فقال: لا قال: فما أقدمك الجبل؟ قال: أطلب الفضل قال: لك عندي خمسون دينارا فاقبضها وانصرف معي إلى سر من رأى حتى توصلني إلى الحسن بن علي (ع)، واستأذنا على الحسن بن علي (ع) فأذن لهما فدخلا، والحسن (ع) قاعد في صحن الدار، فلما نظر الحسن (ع) إلى الجبلي قال له: أنت فلان بن فلان؟ قال: نعم قال: أوصى إليك أبوك وأوصى إلينا بوصية جئت لتؤديها وهي معك، أربعة آلاف دينار هاتها فقال الرجل: نعم،
(٤٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 397 398 399 401 402 403 404 405 406 407 408 ... » »»
الفهرست