وفيات الأئمة - من علماء البحرين والقطيف - الصفحة ٣٩
طعن أمير المؤمنين هودجها وقال لها: هكذا أمرك رسول الله؟ قالت: ظفرت يا أبا الحسن فأحسن وملكت فاسمح فقال لمحمد أخيها: شأنك أختك، فأدخلها البصرة ثم أمرها أن تعود إلى المدينة.
قال ابن عباس في حديثه السابق: فقال أمير المؤمنين (ع) للخازن:
أقسم المال، فقسمه، ثم قال له: هل بقي عندك شئ؟ فقال: ألفي درهم، فقال: هل أعطيت الحسن والحسين ومحمد بن الحنفية خمسمائة خمسمائة، وعزلت لي خمسمائة؟ قال، لا، قال هذه لنا، فلم تزد درهما ولا تنقص درهما كما أخبر (ع) وهي من بعض فضائله.
قال الراوي: وكتب إلى جميع الأمصار فأجابته سوى معاوية، هش للسلطنة ويتعلل عليه بقتل عثمان وكتب إليه مع جرير البجلي إنه لزمك البيعة، لأنه بايعني من بايع أبا بكر وعمر، ولست ممن تحل له الخلافة فبايع جريرا.
فكتب إلى أمير المؤمنين بعدم الإجابة يتعلل بما تعلل به من طلب دم عثمان، وأن يرجع الامر شورى فيمن يختاره أهل الشام، فكتب إليه أمير المؤمنين (ع) أتاني كتاب ليس له نور يهديه، ولا قائد يرشده، زعمت أن خطيئتي في عثمان سدت عليك بيعتي، وما أمرت بأمر يلزمني خطأه، وليس في أهل الشام من يحكم على المسلمين حتى تحل له الشورى، فإن سميت أحدا كذبك المهاجرين والأنصار.
فصار معاوية بعد ورود الكتاب عليه يستشير ثقاته في حال القتال، فقال عقبه أخوه: ابعث إلى ابن العاص واخدعه بالأموال والولايات فإنه قريع زمانه، وقلوب أهل الشام تميل إليه فما زال به حتى أجابه ونهضوا لحرب أمير المؤمنين، فخرج من الكوفة يريد ملاقاتهم وأدرك أصحابه العطش، فلاح لهم دير راهب، فمالوا إليه وسألوه عن الماء، فقال، إنه بعيد عن هذا المكان جدا، فأمر أمير المؤمنين بالحفر بالقرب من الدير فانكشف لهم عن صخرة تلمع كأنها الثلج، فعجزوا عن اقتلاعها، وقلعها أمير المؤمنين وحده ودحى بها عن
(٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 ... » »»
الفهرست