وفيات الأئمة - من علماء البحرين والقطيف - الصفحة ٣٧
الراية؟ قالوا: لفلان، قلت: كم أنتم؟ قالوا: طوي الديوان عند الجسر على خمسة آلاف وستمائة وخمسة وستون رجلا، قال: فمضوا ومضيت، وإذا أنا بغبرة قد ارتفعت، فدنوت منهم، فصيح بي من أنت؟ قلت: ابن عباس، فأمسكوا عني، قلت: كم أنتم؟ قالوا: طوي الديوان عند الجسر على خمسة آلاف وستمائة وخمسة وستون رجلا. قال: فمضوا ومضيت على وجهي، وإذا أنا بغبرة قد ارتفعت، فدنوت منهم، فصيح بي من أنت؟ قلت: ابن عباس، فأمسكوا عني، فقلت: لمن هذه الراية؟ قالوا: رئيسها الأشتر، قلت: كم أنتم؟ قالوا: طوي الديوان عند الجسر على خمسة آلف وستمائة وخمسة وستون رجلا قال: فمضوا مضيت إلى العسكر، فقال لي أمير المؤمنين (ع):
من أين أقبلت؟ قلت: إني سمعت مقالتك، فاغتممت مخافة أن يجئ الامر على خلاف ما قلت، فقال أمير المؤمنين: نظفر بهم إن شاء الله تعالى، ثم نقتسم أموالهم، فيصيب كل واحد منا خمسمائة دينار.
فلما كان من الغد أمر أمير المؤمنين (ع) أن لا يحدثوا شيئا من الحرب حتى يكون الابتداء منهم. قيل وأرسل إلى طلحة والزبير فلم يرتدعا، وكتب إلى عائشة ما للنساء وقود العساكر، أتطلبين بدم عثمان وبالأمس تقولين اقتلوا نعثلا قتله الله فقد كفر، فاتقي الله يا عائشة، وارجعي إلى منزلك، واسبلي عليك سترك، فلم تفعل. ثم أن أمير المؤمنين خطب من بايعه وقال:
أيها الناس: إني ما تأنيت عن هؤلاء إلا ليرجعوا عن الحرب، فلم يستجيبوا لي، وبعثوا إلي أصبر للطعان وأثبت للجلاد، وقد كنت لا أهدد بالحرب ولا أذعن إليهما، ولعمري لئن أبرقوا وأرعدوا فلقد عرفوني ورأوا مكاني، فأنا أبو الحسن الذي فللت حدهم، ومزقت جماعتهم، فبذلك ألقى عدوي وأنا على بينة من ربي لما وعدني من النصر والظفر، وإني لعلى غير شبهة.
ثم رفع يده إلى السماء وقال: اللهم إن طلحة بن عبد الله أعطاني صفقة
(٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 ... » »»
الفهرست