وفيات الأئمة - من علماء البحرين والقطيف - الصفحة ٣٦
من بايعه طلحة حتى قيل إن البيعة لا تتم لان أول يد بايعته شلاء وأن يد طلحة شلت بأحد، ثم الزبير وسائر الأنصار والمهاجرين.
فلما سمع معاوية حرض أهل الشام على قتال أمير المؤمنين يتعلل عليه بدم عثمان، وبايعه طلحة والزبير وكتب إليهما وأمرهما أن يصيرا إلى البصرة، فأتيا أمير المؤمنين (ع) وطلبا إليه أن يزيدهما في النفقة، فقال لهما أمير المؤمنين: ألم تبايعاني على المساواة؟ فإن انتظرتم عطائي زدتكم، فقالا: إنا لم نرد شيئا من ذلك، ثم استأذناه للعمرة، فقال: كلا بل تريدان الغدرة، ثم أذن لهما، فلحقا بمكة واتفقا مع عائشة على قتال أمير المؤمنين، وقصدوا بجمعهم للبصرة، وخرج أمير المؤمنين (ع) في أربعة آلاف فارس من المهاجرين والأنصار في ثاقب المناقب.
قال ابن عباس: قلت لأمير المؤمنين (ع) وهو متوجه إلى البصرة: انك في نفر يسير فلو تأنيت حتى يلحق بك الناس، فقال: يجيئنا من الغد من ناحية الكوفة خمسة كراديس كل كردوس خمسة آلاف وستمائة وخمسة وستون رجلا.
قال ابن عباس: فلما صليت الفجر قلت لغلامي: أسرج لي على فرسي، قال: فتوجهت نحو الكوفة، وإذا بغبرة قد ارتفعت، فسرت نحوها، فلما دنوت منها صحيح بي من أنت؟ قلت: أنا ابن عباس، فقلت: لمن هذه الراية؟ قالوا: لفلان، قلت: كم أنتم؟ قالوا: طوي الديوان عند الجسر على خمسة آلاف وستمائة وخمسة وستون رجلا. قال: ثم مضوا ومضيت، ثم التفت فإذا أنا بغبرة قد ارتفعت، فدنوت منهم، فصيح بي من أنت؟ قلت:
ابن عباس، فأمكسوا عني، فقلت: لمن هذه الراية؟ فقالوا: لربيعة، قلت: من رئيسها؟ قالوا: زيد بن صوحان العبدي، قلت: كم أنتم؟ قالوا:
طوي الديوان عند الجسر على خمسة آلاف وستمائة وخمسة وستون رجلا، فمضوا ومضيت على وجهي، وإذا أنا بغبرة قد ارتفعت، فأخذت نحوها، فصحيح بي من أنت؟ قلت: ابن عباس، فأمسكوا عني، قلت: لمن هذه
(٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 ... » »»
الفهرست