وفيات الأئمة - من علماء البحرين والقطيف - الصفحة ٢٨
تضرم النار بعد خمودها فتجد غبة غير محمودة، فقال أمير المؤمنين (ع):
أتهددني بنفسك يا خالد وبابن أبي قحافة، فما بمثلك ومثله تهديد، فدع عنك ترهاتك واقصد إلى ما جئت فيه، فقال خالد: يا علي ارجع عن سنتك فتحظى بالكرامة، وإلا حملتك أسيرا، فقال له أمير المؤمنين (ع): يا بن اللخناء والردة عن الاسلام، أتحسبني يا ويلك، مالك بن نويرة قتلته ونكحت امرأته، يا خالد جئتني برقة عقلك واكفهرار وجهك وتشميخ أنفك، والله إن تمطيت عليك وعلى أوغادك بسيفي هذا لأشبعن من لحومكم عود الضباع وطلس الذئاب، فقال خالد توعدني وعد الأسد، وتروغ روغان الثعلب، وما مثلك إلا من يتبع قوله فعله، فقال أمير المؤمنين (ع): شأنك، فسل أمير المؤمنين سيفه، فلما رأى خالد تصميم أمير المؤمنين قال: لم أرد هذا يا أمير المؤمنين، فخفق عليه بسيفه ولم يرد قتله، إلا أنه كان إذا أومى لم يرد يده، فنكسه عن دابته ولحق أصحابه الجزع والخوف، فقال لهم (ع): ما لكم تكافحون عن سيدكم، والله لو كانت أموركم إلي لسلخت رؤوسكم عن أجسادكم هو أخف من حب الحصيد على أيدي العبيد وعلى السيل تقتسمون مال الفئ، فقال المثنى بن الصباح وكان عاقلا وقال: والله يا أمير المؤمنين ما جئنا لعداوة بيننا وبينك، وإنا لنعرفك صغيرا وكبيرا، ونحن أتباع مأمورون وجند مؤازرون، فتبا لمن وجه بنا إليك، أما كان له معرفة بيوم بدر وأحد، فاستحى أمير المؤمنين وقال: يا خالد ما أطوعك للخائنين والناكثين، جئتني تجوب مفاوز البسابس لتحملني إلى ابن أبي قحافة أسيرا بعد معرفتك بي، وأنا قاتل عمرو بن عبد ود ومرحب وقالع باب خيبر، وتزعم أنه قد خفي علي ما تقدم به إليك صاحباك وأنت تذكر لهما ما كان مني قديما، فقالا لك إنما ذلك من دعاء النبي وهو الآن أقل من ذلك، فوالله لولا ما تقدم به إلى من رسول الله (ص) لكان مني إليهما ما هما أعلم به منك، فاتق الله يا خالد ولا تكن للخائنين عضدا. فقال خالد: يا علي ارجع عن سنتك وأنا أعرف ما تقول، وما عدلت عنك العرب إلا لطلب دخول آبائهم قديما، وصعوبة إخراج مال الله من يدك، وما دهاهم به من بيعة أبي بكر إلا
(٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 ... » »»
الفهرست