وفيات الأئمة - من علماء البحرين والقطيف - الصفحة ١٢
الشريفة والبيتة المنيفة، والمنزلة الراجحة المباركة، التي فاز بفضيلة المؤازرة والمشاركة في جميع فوائد النبوة والرسالة، من اهتدى من الأمة إلى يوم القيامة، وانه سبب سلامة النبي وحفظه، وانتظام أمر الدعوة إلى الملة الحنيفة، وانه الحامل للإجابة إليها، والناصر لجيوش رسول الله وسراياه، فقد قاتل في (بدر) حتى هزم المشركين، وغنم المسلمون أموالا كثيرة وأسارى.
وفي (أحد) وقد فر المسلمون عن رسول الله، وانقطع سيفه وأعطاه الله (ذو الفقار)، فما زال به إلى أن أصابه سبعون جراحة، واعجب الملائكة بثباته فقال جبرائيل: يا رسول الله إنها لهي المؤاساة، فقال رسول الله: انه مني وأنا منه فعرج جبرائيل ينادي " لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي " وهزم أصحاب قريش، إذ أقبل عمرو بن عبد ود وابنه، فنزل قوله تعالى: (ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا) (1) فقال رسول الله: قتل علي لعمرو أفضل من عبادة الثقلين إلى يوم القيامة.
وقتل في غزاة بني النضير رامي قبة النبي (ص)، وعشرة دونه وفر الباقون.
وفي غزاة ذات السلاسل: إذ جاء أعرابي فقال: يا رسول الله، إن جماعة من العرب يريدون أن يقتلوك، فأنفذ أبا بكر في سبعمائة فرجع مهزوما، ثم بعث عمر فرجع بالرعب يجبن أصحابه وهم يجبنوه. فقال رسول الله: في الثالثة: أين علي بن أبي طالب؟ قال: ها أنا ذا يا رسول الله، فأعطاه الراية، فسار بها متنكبا للطريق، فظل يسير بالليل، ويكف بالنهار، لئلا يعلم به أحد من القوم فيفروا، حتى اتصل بفم الوادي، فتيقن ابن العاص وصولهم فدعته الضغينة والحسد لأمير المؤمنين (ع)، إلى أن يعمل الحيلة حتى يعلم به القوم

(1) سورة الأحزاب، الآية: 25.
(١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 ... » »»
الفهرست