موسوعة المصطفى والعترة (ع) - الحاج حسين الشاكري - ج ١٠ - الصفحة ٥٢٩
وصف المحبة لأهل البيت (عليهم السلام) دخل رجل على الإمام الصادق (عليه السلام) فقال: ممن الرجل؟ فقال: من محبيكم ومواليكم.
فقال له (عليه السلام): لا يحب الله عبد حتى يتولاه، ولا يتولاه حتى يوجب له الجنة.
ثم قال له: من أي محبينا أنت؟ فسكت الرجل. فقال له سدير: وكم محبوكم يا ابن رسول الله؟ فقال: على ثلاث طبقات: طبقة أحبونا في العلانية ولم يحبونا في السر؛ وطبقة يحبونا في السر ولم يحبونا في العلانية؛ وطبقة يحبونا في السر والعلانية، هم النمط الأعلى، شربوا من العذب الفرات وعلموا تأويل الكتاب وفصل الخطاب وسبب الأسباب، فهم النمط الأعلى، الفقر والفاقة وأنواع البلاء أسرع إليهم من ركض الخيل، مستهم البأساء والضراء وزلزلوا وفتنوا، فمن بين مجروح ومذبوح متفرقين في كل بلاد قاصية، بهم يشفي الله السقيم ويغني العديم، وبهم تنصرون وبهم تمطرون وبهم ترزقون، وهم الأقلون عددا، الأعظمون عند الله قدرا وخطرا [وهم الطبقة الأولى]. والطبقة الثانية: النمط الأسفل، أحبونا في العلانية وساروا بسيرة الملوك، فألسنتهم معنا وسيوفهم علينا. والطبقة الثالثة: النمط الأوسط، أحبونا في السر ولم يحبونا في العلانية، ولعمري لئن كانوا أحبونا في السر دون العلانية فهم الصوامون بالنهار القوامون بالليل، ترى أثر الرهبانية في وجوههم، أهل سلم وانقياد.
قال الرجل: فأنا أحبكم في السر والعلانية، قال الإمام (عليه السلام): إن لمحبينا في السر والعلانية علامات يعرفون بها. قال الرجل: وما تلك العلامات؟
(٥٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 524 525 526 527 528 529 530 531 532 533 534 ... » »»