موسوعة المصطفى والعترة (ع) - الحاج حسين الشاكري - ج ١٠ - الصفحة ١٠٠
فقال الصادق (عليه السلام): لكني أعلم. قال: فأجب. قال الصادق (عليه السلام): كان في الرأس شؤون لأن المجوف إذا كان بلا فصل أسرع إليه الصداع، فإذا جعل ذا فصول كان الصداع منه أبعد. وجعل الشعر من فوقه لتوصل بوصوله الأدهان إلى الدماغ، ويخرج بأطرافه البخار منه، ويرد الحر والبرد الواردين عليه.
وخلت الجبهة من الشعر لأنها مصب النور إلى العينين، وجعل فيها التخطيط والأسارير ليحتبس العرق الوارد من الرأس عن العين قدر ما يميطه (1) الإنسان عن نفسه، كالأنهار في الأرض التي تحبس المياه. وجعل الحاجبان من فوق العينين ليراد عليهما (2) من النور قدر الكفاف، ألا ترى يا هندي أن من غلبه النور جعل يده على عينيه ليرد عليهما قدر كفايتهما منه.
وجعل الأنف فيما بينهما ليقسم النور قسمين إلى كل عين سواء. وكانت العين كاللوزة ليجري فيها الميل بالدواء، ويخرج منها الداء، ولو كانت مربعة أو مدورة ما جرى فيها الميل، وما وصل إليها دواء، ولا خرج منها داء. وجعل ثقب الأنف في أسفله لتنزل منه الأدواء المنحدرة من الدماغ، ويصعد فيه الأراييح (3) إلى المشام، ولو كان في أعلاه لما أنزل داء، ولا وجد رائحة. وجعل الشارب والشفة فوق الفم لحبس ما ينزل من الدماغ عن الفم لئلا يتنغص (4) على الإنسان طعامه وشرابه فيميطه عن نفسه. وجعلت اللحية للرجال ليستغني بها عن الكشف

(1) أي ينحاه ويبعده عن نفسه.
(2) في نسخة: ليرد عليهما. وفي أخرى: ليوردا.
(3) في نسخة: ويصعد فيه الروائح. وفي أخرى وكذا العلل: الأرياح.
(4) أي لئلا يتكدر على الإنسان طعامه وشرابه. وفي نسخة: لكيلا يتنغص.
(١٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 ... » »»