فكانوا يمتارون الطعام من عنده لمجاعة أصابتهم، وكان (عليه السلام) يقول الحق ويعمل به فلم نجد أحدا عاب ذلك عليه.
ثم ذو القرنين عبد أحب الله فأحبه، طوى له الأسباب وملكه مشارق الأرض ومغاربها، وكان يقول بالحق ويعمل به، ثم لم نجد أحدا عاب ذلك عليه.
فتأدبوا أيها النفر بآداب الله عز وجل للمؤمنين واقتصروا على أمر الله ونهيه، ودعوا عنكم ما اشتبه عليكم مما لا علم لكم به، وردوا العلم إلى أهله تؤجروا وتعذروا عند الله تبارك وتعالى، وكونوا في طلب علم الناسخ من القرآن من منسوخه ومحكمه من متشابهه، وما أحل الله فيه مما حرم، فإنه أقرب لكم من الله وأبعد لكم من الجهل، ودعوا الجهالة لأهلها فإن أهل الجهل كثير، وأهل العلم قليل، وقد قال الله: (وفوق كل ذي علم عليم) (1).
17 - مناظرة الطبيب الهندي في أسرار خلق الإنسان:
علل الشرائع، والخصال: روى ابن بابويه، عن الربيع صاحب المنصور، قال:
حضر أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق (عليهما السلام) مجلس المنصور يوما وعنده رجل من الهند يقرأ كتب الطب، فجعل أبو عبد الله الصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام) ينصت لقراءته، فلما فرغ الهندي قال له: يا أبا عبد الله أتريد مما معي شيئا؟
قال: لا، فإن ما معي خير مما معك.
قال: وما هو؟ قال: أداوي الحار بالبارد، والبارد بالحار، والرطب