من أخلاق الإمام الحسين (ع) - عبد العظيم المهتدي البحراني - الصفحة ٣٣
علاقة ملازمة قد أفرزها " نسيان الحساب " الذي نصبه رب العباد لكل من اتبع هواه فارتكب ما يشتهيه من الفساد والحرام.
وتضمنت كلمة أمير المؤمنين (عليه السلام) هذا التفسير للآية عندما قال: " والشقي من إنخدع لهواه وغروره " (1).
كيف تتجنب الهوى إن الأخلاق الإسلامية - سواءا بمفهومها العام الذي يشمل العقائد والأحكام، أو بمفهومها الخاص الذي يعرفه كل إنسان بفطرته النقية - ضمانة علاجية أكيدة ومناعة وقائية قوية في منع الهوى عن التأثير على من يتترس بهما.
وتتحقق هذه الضمانة والمناعة من خلال المرتكزات الأربعة التالية:
1 - أن يعرف الإنسان قيمة نفسه، فإن الوجود إذا غلى عند صاحبه عرف كيف يتصرف مع الغالي وأين يضعه.
قال تعالى: * (أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون) * (2).
ويقول الإمام علي (عليه السلام): " من لم يعرف نفسه بعد عن سبيل النجاة وخبط في الضلال والجهالات " (3).
2 - أن يستأنس عمليا بذكر الله ويلهج لسانه بالتسبيح والاستغفار ويكون واعيا لأبعاد ذلك.
قال الله تعالى: * (الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار) * (4).
وما أروع ما قاله الإمام علي (عليه السلام) بهذه المناسبة: " إن الله سبحانه وتعالى جعل الذكر جلاء للقلوب " (5).

1 - نهج البلاغة (بقلم صبحي صالح) خطبة رقم (86).
2 - سورة المؤمنون: الآية 115.
3 - (بالفارسية) فهرست موضوعي غرر / ص 387.
4 - سورة آل عمران: الآية 191.
5 - نهج البلاغة (بقلم صبحي صالح) الخطبة رقم (110).
(٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 ... » »»