من أخلاق الإمام الحسين (ع) - عبد العظيم المهتدي البحراني - الصفحة ٢٧٧
كلمة ما قبل الخاتمة:
من خلال المواقف الأخلاقية الرائدة التي ذكرناها في سيرة الإمام الحسين (عليه السلام) ثبت جليا التزام هذا الإمام العظيم بوصية أبيه أمير المؤمنين (عليه السلام) الذي أوصاه بما يلي: " يا بني أوصيك بتقوى الله في الغنى والفقر، وكلمة الحق في الرضي والغضب، والقصد في الغنى والفقر، وبالعدل على الصديق والعدو، وبالعمل في النشاط والكسل، والرضي عن الله في الشدة والرخاء.
أي بني ما شر بعده الجنة بشر، ولا خير بعده النار بخير، وكل نعم دون الجنة محقور، وكل بلاء دون النار عافية.
واعلم أي بني أنه من من أبصر عيب نفسه شغل عن عيب غيره. ومن تعرى من لباس التقوى لم يستتر بشئ من اللباس، ومن رضي بقسم الله لم يحزن على ما فاته، ومن سل سيف البغي قتل به، ومن حفر بئرا لأخيه وقع فيها، ومن هتك حجاب غيره انكشفت عورات بيته (1) ومن نسي خطيئته استعظم خطيئة غيره، ومن كابد الأمور عطب (2)، ومن اقتحم الغمرات غرق (3)، ومن أعجب برأيه ضل، ومن استغنى بعقله زل، ومن تكبر على الناس ذل، ومن خالط العلماء وقر، ومن خالط الأنذال حقر (4). ومن سفه على الناس شتم (5)، ومن دخل مدخل السوء اتهم، ومن مزح استخف به، ومن أكثر من شئ عرف به، ومن كثر كلامه كثر خطاؤه، ومن كثر

1 - وفي بعض النسخ (عوراته).
2 - كابدها أي قاساها وتحمل المشاق في فعلها بلا إعداد أسبابها. وعطب أي هلك. والغمرات: الشدائد.
3 - وفي النهج (ومن اقتحم اللجج غرق).
4 - الأنذال - جمع النذل - الخسيس من الناس، المحتقر في جميع أحواله، والمراد بهم ذوي الأخلاق الدنية.
5 - يعني ومن عابهم شتم وسب.
(٢٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 ... » »»