من أخلاق الإمام الحسين (ع) - عبد العظيم المهتدي البحراني - الصفحة ٢١٨
اماله في حديث الناس معتبر * عن العمالقة العادية الأول يا أيها الرجل المغبون شيمته * اني ورثت رسول الله عن رسل أأنت أولي به من آله فبما ترى * اعتللت، وما في الدين من علل (1) * الدروس المستفادة هنا:
1 - من الهام جدا تعريف الخصماء بشخصيتك وأبعادها الإيجابية.
2 - أخذ الاعتراف من الخصم في حوار استدارجي عمل علمي أخلاقي بناء.
3 - تشبيه الحال بالماضي تعبير بالغ في تفنيد حجج الخصماء.
E / في إبلاغ كلمة النصح والثبات وبذل الحسين (عليه السلام) سعيا آخر لهداية رأس الجريمة (عمر بن سعد) قائد الجيش الأموي فيوم عاشوراء استدعاه الحسين (عليه السلام) فجاء كارها لا يحب أن يأتيه، فقال له الحسين: أي عمر! أتزعم أنك تقتلني ويوليك الدعي بلاد الري وجرجان، والله لا تهنأ بذلك، عهد معهود، فاصنع ما أنت صانع، فإنك لا تفرح بعدي بدنيا ولا آخرة، وكأني برأسك على قصبة يتراماه الصبيان بالكوفة ويتخذونه غرضا بينهم.
فصرف عمر بن سعد بوجهه عن الحسين مغضبا (2).
وليس مهما عند الحسين إعراض الطغاة عن الحقيقة. المهم أن يتم الحجة عليهم بالوعظ والبلاغ المبين - كما كان النبي (صلى الله عليه وآله) يفعل -. حتى أنه (عليه السلام) أخبره بما نوى، وما عليه حاله، وما هو إليه في الغد مآله.. إلا أن الموعظة البالغة لا تنفع من شرح بالكفر صدرا، وعميت عينه عن الآخرة فلم يعد يرى إلا الدنيا، ومات ضميره وقسى قلبه، واستبد به الطمع إلى حد فقد عاطفته. فمن أجل أمنية لا يدري تتحقق أم لا، لا يتورع عن قتل الأولياء والأبرياء، وهتك الحرمات، وقد أخبره الحسين (عليه السلام) سبط محمد (صلى الله عليه وآله) أنه لن يحصل على ما أملوه. وعمر بن سعد يعلم يقينا أن ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لم ولن يكذب،

١ - كشف الغمة ج ٢ ص ٢٤٤.
2 - مقتل الحسين عليه السلام / للخوارزمي 2: 8.
(٢١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 ... » »»