نحن من شيئين الروح والبدن، وإذا كنا نعلم طريقنا إلى غذاء أبداننا فهل نتعلم طريقنا إلى غذاء أرواحنا الأهم أيضا؟
فما هو هذا الغذاء الأهم؟
انه الأخلاق الحسنة، والتي لا يختلف اثنان في حاجة الإنسان إليها، حتى ذلك المنسلخ عنها تجده يغضب عليك إن صارحته بحاله، وربما طالبك بها وهو يعلم نفسه انسلاخها عنها!
فهذا أبسط دليل على حاجة الإنسان الملحة والفطرية إلى الأخلاق الحسنة، وأقوى دليل على إجماع الفطرة البشرية نحو مطلوبية الأخلاق الحسنة وخلوديتها مع الدين الحق.
قال الله تعالى: * (فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون) * (1).
وترقى درجة الحاجة إلى الأخلاق الدينية في عصرنا وتتأكد رغم التقدم العلمي والصناعي الذي بهما سخر الإنسان شتى موارد الطبيعة فإنه من دون أخلاق تحدد له طريقة الاستفادة من ذلك سوف يهلك نفسه ويدمر غيره، وهل تبقى للحياة بعدئذ معانيها الرغيدة، أو هل تعلو للعدالة راية؟