مدخل إلى دراسة نص الغدير - الشيخ محمد مهدي الآصفي - الصفحة ١٠٥
2 - نص الغدير حج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في السنة العاشرة من الهجرة حجة الوداع، وخرج معه خلق كثير من المدينة وممن توافد على المدينة ليخرجوا مع رسول الله للحج في تلك السنة. ويتراوح تقدير أصحاب السير لمن خرج مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يومئذ للحج بين تسعين ألفا ومائة وأربعة وعشرين ألفا. عدا من حج مع رسول الله في تلك السنة من مكة المكرمة وممن التحق برسول الله في مكة من اليمن ومن العشائر الذين توافدوا إلي مكة للحج.
وفي عودته صلى الله عليه وآله وسلم من الحج في طريقه إلى المدينة نزل رسول الله ب (غدير خم) في يوم صائف شديد الحر في الثامن عشر من ذي الحجة. فأذن مؤذن رسول الله برد من تقدم من الناس وحبس من تأخر عنهم في ذلك المكان. فصلى بالناس الظهر، وكان يوما هاجرا، يضع الرجل بعض ردائه على رأسه، وبعضه تحت قدميه من شدة الرمضاء. وظلل لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بثوب على شجرة سمرة من الشمس، فلما انصرف رسول الله من صلاته قام خطيبا، فحمد الله وأثنى عليه. ثم أخذ بيد علي عليه السلام فرفعها حتى رؤي بياض آباطهما وعرفه القوم جميعا، فقال: أيها الناس ألست أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: بلى.
فقال: من كنت مولاه فهذا علي مولاه - يقولها أربع مرات كما يروي أحمد بن حنبل -، ثم قال: اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل
(١٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 ... » »»