مدخل إلى دراسة نص الغدير - الشيخ محمد مهدي الآصفي - الصفحة ١٠٦
من خذله، وأدر الحق معه حيث دار. ألا فليبلغ الشاهد الغائب.
فلما نزل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الأقتاب التي صفت له، أخذ الناس يهنئون عليا عليه السلام يومئذ بالولاية. وممن هناه يومئذ بالولاية الشيخان أبو بكر وعمر. قالا له: بخ بخ لك يا بن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة.
هذا مجمل حديث الغدير.
ورغم الظروف السياسية القاسية التي جرت على المسلمين في الصدر الأول من الإسلام في عصر بني أمية، واهتمام الحكام يومئذ بالتعتيم والتكتم على فضائل الإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام، فقد شاء الله تعالى أن ينشر حديث الغدير، ويتولى الصحابة والتابعون لهم بإحسان وطبقات المحدثين والعلماء بعدهم رواية هذا الحديث حتى استفاض نقله وشاع مما لا يدع مجالا لإشكال أو تشكيك.
وقد جمع بعض العلماء طرق حديث الغدير. منهم أبو جعفر محمد بن جرير الطبري صاحب التفسير والتاريخ، يقول ابن كثير في البداية والنهاية (1): وقد اعتنى بأمر هذا الحديث أبو جعفر محمد بن جرير الطبري صاحب التفسير والتاريخ فجمع فيه مجلدين أورد فيهما طرقه وألفاظه.
ومن المتأخرين أفرد السيد حامد حسين اللكهنوي مجلدين كبيرين لهذا الحديث، بحث في المجلد الأول منهما حديث الغدير من حيث السند، وفي الثاني منهما هذا الحديث من حيث الدلالة والمتن (2).

(١) البداية والنهاية: ٥ / 227 حوادث سنة 10 هجري.
(2) وقد أعيد طبعه أخيرا في عشر مجلدات في مدينة قم.
(١٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 ... » »»