مجموعة الرسائل - الشيخ لطف الله الصافي - ج ٢ - الصفحة ٥٦
تدل على أنه صلى الله عليه وآله ترك في أمته من يكون مرجعا في أمورهم وخليفته عليهم، وهو القرآن والعترة. ومن المعلوم ان احتياج الأمة إليهما ليس مختصا بزمان دون زمان، فلو لم يبق ما ترك في الأمة مدى الدهر لا يصدق عليه انه ترك فيهم من يكون كذلك، وعليه فلا يصح صدور هذه التعابير والتصريحات منه. والفرق واضح بين ان يكون تاركا ومخلفا في الجميع ما ان تمسكوا به لن يضلوا أو في البعض، وهذه العبارات كلها صريحة في الأول دون الثاني.
2 قوله صلى الله عليه وآله (ما ان تمسكتم به لن تضلوا) وقوله (ان تمسكتم بهما لن تضلوا) فان نفى الضلال على سبيل التأييد ان تمسكوا بالثقلين لا يصح الا إذا كان ما يتمسك به باقيا متأبدا.
3 قوله صلى الله عليه وآله وسلم (لن يفترقا حتى يردا على الحوض) فإنه لو لم يكن في زمن من الأزمنة من هو عدل الكتاب وقرينه لزم افتراق كل منهما عن الاخر، وهذا ينافي ما هو صريح الحديث من كونهما عدلين وعدم افتراقهما ابدا.
4 قوله صلى الله عليه وآله وسلم (لن ينقضيا حتى يردا على الحوض) فإنه يدل على دوامهما وعدم انقضائهما ابدا.
قال ابن حجر: وفى أحاديث الحث على التمسك باهل البيت إشارة إلى عدم انقطاع متأهل منهم للتمسك به إلى يوم القيامة كما أن الكتاب العزيز كذلك، ولهذا كانوا أمانا لأهل الأرض كما يأتي، ويشهد لذلك الخبر السالف (في كل خلف من أمتي عدول من أهل بيتي) إلى آخره.
ومما يدل على وجود من يكون اهلا للتمسك به من أهل البيت في جميع الأزمان وعدم خلو الزمان من امام معصوم إلى يوم القيامة كما هو مذهب الإمامية مضافا إلى اخبار السفينة والامام وغيرهما من الأخبار الكثيرة التي يأتي الايعاز إلى بعضهما أنشأ الله تعالى، الحديث المشهور الذي أخرجه الحميدي في الجمع بين الصحيحين على ما حكى عنه (من مات ولم يعرف امام زمانه مات ميتة جاهلية) ونحوه ما عن الحاكم عن ابن عمر، وفيه من الحث الشديد على وجوب معرفة الامام والتهديد والوعيد لمن قصر في أداء حقه ومعرفته وعدم خلو الزمان إلى يوم القيامة وجود امام معصوم مالا يخفى.
واخرج ابن مردويه عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (يوم ندعو كل أناس
(٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 ... » »»