مجموعة الرسائل - الشيخ لطف الله الصافي - ج ٢ - الصفحة ٥٩
طرح عليهم الكسا وقال حين نزلت (انما يريد الله ليذهب): اللهم هؤلاء أهل بيتي فاذهب عنهم الرجس.
وقال ابن حجر: ثم حق من يتمسك به منهم امامهم وعالمهم علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، لما قدمناه من مزيد علمه ودقائق مستنبطاته، ومن ثم قال أبو بكر: على عترة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أي الذين حث على التمسك بهم، فخصه لما قلنا، وكذلك خصه صلى الله عليه وآله وسلم بما مر يوم غدير.
وقد خص عليا بالامر بالتمسك به في روايات أخرى متواترة أخرجها العام والخاص في كتبهم، فمنها ما أخرجه الحافظ أبو نعيم بسنده عن الامام السبط الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله ادعوا لي سيد العرب يعنى علي بن أبي طالب فقالت عائشة ألست سيد العرب؟ فأقل: انا سيد ولد آدم وعلى سيد العرب. فلما جاء أرسل إلى الأنصار فأتوه، فقال لهم: يا معشر الأنصار الا أدلكم على ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعده ابدا؟ قالوا:
بلى يا رسول الله. قال: هذا على فأحبوه بحبي وأكرموه بكرامتي، فان جبرئيل امرني بالذي قلت لكم من الله عز وجل ورواه أبو بشر عن سعيد بن جبير عن عائشة نحوه في السودد مختصرا.
كما قد نص عليه في نفس هذه النصوص، وأخرجه غير واحد من أكابر أهل السنة كابن حجر المكي والدارقطني والسمهودي وغيرهم.
وقد خص عليا والزهراء والحسن والحسين عليهم السلام بالامر بالتمسك بهم، وانهم وكتاب الله لا يفترقان حتى يردا على الحوض في حديث أخرجه الثعلبي في العرائس عن يزيد الرقاشي عن انس بن مالك، وفى غيره من الأحاديث.
وخص الأئمة الاثني عشر عليهم السلام بالامر بالتمسك بهم في حديث أخرجه الحافظ أبو الفتح محمد بن أبي الفوارس في أربعينه، وفى أحاديث كثيرة أخرى.
وقد ظهر مما ذكرناه في دلالة أحاديث الثقلين وجه تعين وجوب التمسك بالأئمة
(٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 ... » »»