مجموعة الرسائل - الشيخ لطف الله الصافي - ج ٢ - الصفحة ٦٧
وأحاديث الطائفة وأحاديث من مات ولم يعرف امام زمانه وأحاديث الخلفاء والأئمة الاثني عشر وأحاديث الثقلين وحديث في كل خلف وحديث من سره. وغيرها من الأحاديث الكثيرة التي أخرجنا بعضها في هذا الكتاب، يحصل له العلم بعدم خلو الزمان من امام معصوم من أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم، يجب التمسك به في الأمور الدينية ومعرفته ومتابعته والتأسي به واخذ العلم عنه، فهو خليفة الرسول في بيان الاحكام وتبليغ مسائل الحلال والحرام وتفسير القرآن. كما أن الكتاب العزيز أيضا خليفته، وهما لا يفترقان عن الاخر.
وعلى هذا الأساس المتين المستفاد من هذه الأخبار المتواترة القطعية وغيرها، بنى مذهب الإمامية القائلين بوجود الامام المعصوم في كل عصر وزمان من أهل البيت، وانحصار الإمامة في الاثني عشر إلى قيام الساعة.
ويرشد إلى ذلك أي عدم خلو الأرض من الامام ما رواه الخاص والعام عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قال: اللهم بلى لا تخلو الأرض من قائم لله بحجة اما ظاهرا مشهورا أو خائفا مغمورا، لئلا تبطل حجج الله وبنياته، وكم ذا، وأين أولئك؟
أولئك والله الأقلون عددا والأعظمون عند الله قدرا، يحفظ الله بهم حججه وبيناته.
أخرجه الشريف الرضى والذهبي مع اختلاف يسير وسبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص والموفق بن حمد الخوارزمي في المناقب وعلى المتقى في كنز العمال وأبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء.
وقد ظهر مما ذكر ان أحاديث السفينة صريحا حصرت طريق النجاة بالتمسك بهم، فلا ينجو الا من تمسك بهم، كما أنه لم ينج من قوم نوح الا من ركب السفينة، فمن لم يركبها وتخلف عنها غرق.
حديث الأمان الثالث من الأحاديث الدالة على نجاة المتمسكين باهل البيت، وانحصار نجاة غيرهم من الأمة كائنا من كان بالتمسك بهم، وانهم أمان للأمة من الاختلاف والهلاك والاندثار (أحاديث الأمان).
واليك بعض ألفاظها:
1 اخرج الحاكم عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق، وأهل بيتي أمان لامتي من الاختلاف، فإذا خالفتها قبيلة من العرب اختلفوا فصاروا حزب إبليس، وأخرجه ابن حجر والسيوطي.
2 واخرج ابن حجر أيضا: أهل بيتي أمان لأهل الأرض، فإذا هلك أهل بيتي جاء أهل الأرض من الآيات ما كانوا يوعدون.
3 واخرج أبو يعلى في مسنده عن سلمة بن الأكوع بسند حسن: النجوم أمان لأهل السماء وأهل بيتي أمان لامتي، وأخرجه الحكيم الترمذي في نوادره، وأخرجه
(٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 ... » »»