مجموعة الرسائل - الشيخ لطف الله الصافي - ج ٢ - الصفحة ٤١٧
ومن تتبع قليلا في الكتب الاسلامية يعرف اختصاص أئمة أهل البيت سيما أمير المؤمنين علي عليه السلام بعلوم كثيرة من التفسير، والفقه، والحديث، والتوحيد، وغيرها مما ليس عند غيرهم.
هذه عقيدة الشيعة في أهل البيت وعلومهم، واليك بعض ما قال سيدنا أمير المؤمنين علي عليه السلام في ذلك:
قال: لا يقاس بآل محمد صلى الله عليه وآله من هذه الأمة أحد، ولا يسوى بهم من جرت نعمتهم عليه ابدا، هم أساس الدين وعماد اليقين، إليهم يفي الغالي وبهم يلحق التالي، ولهم خصائص حق الولاية، وفيهم الوصية والوراثة.
وقال: موضع سره، ولجاء امره، وعيبة علمه، وموئل حكمه، وكهوف كتبه، وجبال دينه، بهم أقام انحناء ظهره، وأذهب ارتعاد فرائصه.
وقال: فيهم كرائم القرآن، وهم كنوز الرحمن، ان نطقوا صدقوا، وان صمتوا لم يسبقوا.
وقال: هم عيش العلم، وموت الجهل، ويخبركم حلمهم عن علمهم، وظاهرهم عن باطنهم، وسمتهم عن حكم منطقهم، لا يخالفون الحق، ولا يختلفون فيه، هم دعائم الاسلام، وولائج الاعتصام، بهم عاد الحق في نصابه، وانزاح الباطل عن مقامه، وانقطع لسانه عن مقامه، عقلوا الدين عقل وعاية ورعاية، لاعقل سماع ورواية، فان رواة العلم كثير، ورعاته قليل.
وقال: وانما الأئمة قوام الله على خلقه، وعرفاؤه على عباده، لا يدخل الجنة الا من عرفهم وعرفوه، ولا يدخل النار الا من أنكرهم وأنكروه.
هذا ما يقول الشيعة في أئمة أهل البيت عليهم السلام لم يقولوا ما قالوا فيهم اختراعا واقتراحا من عند أنفسهم، بل اخذوه من الأحاديث النبوية، والنصوص العلوية، والاخبار المروية عن أهل بيت النبوية، وأئمة العترة عليهم الصلاة والسلام.
غلط الخطيب في فهم كلام العلامة الآشتياني قال في ص 22 و 23 وبينما يدعون لأئمتهم الاثني عشر ما لا يدعيه هؤلاء لأنفسهم من علم الغيب، وانهم فوق البشرية، فإنهم أي الشيعة ينكرون على النبي صلى الله عليه وآله ما أوحى الله به إليه من امر الغيب كخلق السماوات والأرض، وصفة الجنة والنار، وقد
(٤١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 412 413 414 415 416 417 418 419 420 421 422 ... » »»