أهل البيت شئ من البغض، أو يتظاهر بذلك ويترك أحاديث فضائلهم.
هذا الخطيب البغدادي يذكر في تاريخه ان نصر بن علي الجهضمي المحدث الكبير لما حدث بهذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله: (من أحبني وأحب هذين (وأشار إلى الحسن والحسين عليهما السلام) وأباهما وأمهما كان معي في درجتي يوم القيامة) ى امر المتوكل بضربه الف سوط، وكلمه جعفر بن عبد الواحد، وجعل يقول: هذا الرجل من أهل السنة، ولم يزل به حتى تركه.
فهل تجد في مثل هذا العصر بدا من التقية فتأمل من مغزى هذه القصة وأمثالها، وقد عمل بالتقية في هذه العصور كثير من المحدثين والعلماء من أهل السنة أمثال أبي حنيفة والنسائي، ولم يكن للمحدثين وأرباب الصحاح والمسانيد كأحمد وغيره حرية في تخريج ما يخالف سياسة الحكومة وأهواء الأمراء، ولم يكن للمصنفين في تأليف الكتب ونقل الروايات بد من التقية لكونهم تحت اضطهاد شديد ومراقبة عيون الحكومة التي بثت جواسيسها في البلاد للفحص عمن يرى أو يروى لأهل البيت منقبة وفضيلة. ولقد أجاد امام الحنفية في الاشعار المنسوبة إليه:
حب اليهود لآل موسى ظاهر * وولاهم لبني أخيه بادي وامامهم من نسل هارون الأولى * بهم اقتدوا ولكل قوم هادي وكذا النصارى يكرمون محبة * لمسيحهم نجرا من الأعواد فمتى يوال آل احمد مسلم * قتلوه أو سموه بالالحاد هذا هو الدا العيا لمثله * ضلت حلوم حواضر وبوادي لم يحفظوا حتى النبي محمد * في آله والله بالمرصاد هكذا كان حال المسلمين وعلمائهم في تلك القرون المظلمة، واما في هذا العصر فالعلماء والباحثون أحرار في اظهار آرائهم حول المباحث الاسلامية، وليس بين الشيعي والسني ذلك التنافر الذي أوجدته السياسة في تلك العصور، فلا خوف ولا قتل ولا سجن لبيان الرأي، ولا يقاس هذا الزمان بعصر الأمويين والعباسيين، وعصر الحجاج والمتوكل، ذلك زمان وهذا زمان - ولكن الخطيب لما رأى أن تصريحات