مجموعة الرسائل - الشيخ لطف الله الصافي - ج ١ - الصفحة ٤١
ولأنه لو لم يكن قادرا على المعصية لكان أدنى مرتبة من صلحاء المؤمنين القادرين على المعاصي التاركين لها (1).
وقال الشارح للصحيفة: العصمة في اللغة اسم من عصمه الله من المكروه يعصمه (باب ضرب) بمعنى حفظه ووقاه.
وفي العرف: فيض إلهي يقوى به العبد على تحري الخير وتجنب الشر إلخ (2).
وقال الراغب: وعصمة الأنبياء حفظه إياهم أولا بما خصهم به من صفاء الجوهر، ثم بما أولاهم من الفضائل الجسمية والنفسية، ثم بالنصرة وبتثبت أقدامهم، ثم بإنزال السكينة عليهم، وبحفظ قلوبهم وبالتوفيق (3).
وقال الشيخ الأكبر المفيد (قدس سره): العصمة من الله لحججه هي التوفيق، واللطف والإعتصام من الحجج بها من الذنوب والغلط في دين الله تعالى، والعصمة تفضل من الله تعالى على من علم أنه يتمسك بعصمته، والإعتصام فعل المعتصم، وليست القدرة مانعة من القدرة على القبيح، ولا مضطرة للمعصوم على الحسن ولا ملجئة له إليه (4).
وقال أيضا رضوان الله تعالى عليه: العصمة لطف يفعله الله بالمكلف بحيث يمنع عنه وقوع المعصية، وترك الطاعة مع قدرته عليها (5).
وقال العلامة الحلي رحمه الله تعالى (هي ما يمتنع المكلف من المعصية متمكنا فيها، ولا يمتنع فيها عدمها) (6).
وقال الفاضل السيوري قدس الله سره: قال أصحابنا ومن وافقهم من العدلية:
هي لطف يفعله الله بالمكلف بحيث يمتنع المعصية لانتفاء داعيه، ووجود صارفه، مع قدرته عليها، ووقوع المعصية ممكن نظرا إلى قدرته، وممتنع نظرا إلى عدم الداعي

(١) حق اليقين ج ١، ص ٩٠.
(٢) رياض السالكين، الروضة السادسة عشرة.
(٣) مفردات القرآن في مادة (عصم).
(٤) تصحيح الإعتقاد ص ٢١٤.
(٥) النكت الاعتقادية ص ٤٥.
(٦) كتاب الألفين المبحث السابع، وراجع في ذلك كلامه في شرح تجريد الإعتقاد في المسألة الثانية من المقصد الخامس.
(٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 35 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 ... » »»