يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض وما محمد إلا رسول يا يحيى خذ الكتاب يا موسى إني أنا الله فصحت بهذه الأسماء فأذا أنا بأربعة شباب متوجهين نحوها فقلت من هؤلاء منك قالت المال والبنون زينة الحياة الدنيا فلما أتوها قالت يا أبت استأجره ان خير من استأجرت القوي الأمين فكافؤني بأشياء فقالت والله يضاعف لمن يشاء فزادوا علي فسئلتهم عنها فقالوا هذه أمنا فضة جارية الزهراء عليها السلام ما تكلمت منذ عشرين سنة إلا بالقرآن ومنها أنها النورية السماوية لأن السماوات والأرضين السبع ما ظهرت إلا من أجل نور الصديقة الكبرى ومن أجل ذلك جعل الله ثواب تسبيح جميع الملائكة وسكان السموات والأرضين لمحبي فاطمة الزهراء كما ذكرناه آنفا في خبر ارشاد القلوب ومنها أن ابنة سليمان كانت في الجنة خادمة لفاطمة في مصابيح القلوب أن رسول الله كان يحدث ذات يوم أن سليمان النبي قد جهز لابنته جهازا عظيما وأشياء وقد صوغ لصهره تاج من الذهب مكللا بسبعمائة جوهرة وكان علي بن أبي طالب حاضرا في ذلك المجلس فلما أتى إلى منزله أخبر فاطمة بما سمع من رسول الله من حديث جهاز ابنة سليمان فخطر في قلبها عسى أن يكون خطر في قلب علي بن أبي طالب بانه سليمان كان نبيا عظيما جليلا ونبينا محمد أجل قدراوأعظم شأنا منه ابنة سليمان النبي كان لها مثل ذلك الجهاز وابنة نبينا ليس لها شئ من الجهاز وتاج ذلك الصهر بتلك الصفة وهذا الصهر في هذا الفقر والحاجة لكن فاطمة البتول أخفته في قلبها وما أظهرت به لأحد حتى قبضت فرآها على بن أبي طالب في بعض الليالي في المنام أنها في الجنة قاعدة على سرير وحوالي سريرها الحور العين واقفات في خدمتها منتظرون لأمرها وجارية في غاية الحسن وكمال الجمال وتمام الدلال مزينة بالحلل الرائقة على يدها طبقتين لنثارها واقفة بين يديها منتظرة لأمرها فقال لها علي بن أبي طالب يا فاطمة ابنة من هذه الجارية قالت هي ابنة سليمان أوقفوها في خدمتي واعلم يا علي أن ذلك اليوم الذي ذكرت لي عن أبي حديث جهازها خطر في قلبي همه فلذلك أوقفوها
(٣٢)