رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خمسة وسبعين يوما وقد كان دخلها حزن شديد على أبيها وكان جبرئيل يأتيها فيحسن عزاها على أبيها فيطيب نفسها فيخبرها عن أبيها ومكانه ويخبرها بما يكون بعدها في ذريتها وكان علي عليه السلام يكتب ذلك فهذا مصحف فاطمة وبالجملة فهي مطهرة طهارة حقيقية عن كل عيب ونقص على جهة الاطلاق إذ كلما تفرضه فهو داخل في الرجس وهي قد طهرت منه لأنها من أهل البيت قطعا كما ذكرنا سابقا وأما الأنبياء غير أبيها عليه وعليهم الصلوة والسلام فليس في القرآن ما يدل على عصمتهم وطهارتهم على هذا النحو الذي ذكره سبحانه لأهل البيت عليهم السلام وأما أهل السنة والجماعة فلا ينسبون للأنبياء عصمة أصلا وما هذه الآية الدالة على عصمتهم وطهارتهم فلا يمكنهم دفعها لأنها صريحة في المراد وهي من القرآن الذي إنكاره كفر بالإجماع من المسلمين فشتان بين ما هو معصوم في أعلى مقامات العصمة والطهارة وبين ما يزعمون عدم عصمتهم بالمرة فأهل السنة على ما يعتقدون في الأنبياء ويعتقدون في القرآن من كفر منكره لا يسعهم أن يعتقدون تساوي الأنبياء مع الزهراء عليها السلام فضلا أن يفضلوهم عليها فأنها والله جزءه عظيمة وخسارة عاقبتها مرارة وزحمة و يجب أن تكون الزهراء عليها السلام عندهم أفضل من كل المخلوقات ما عدا أبيها للإجماع على إنه سيد البرية وأما الفرقة الحقة المحقة الامامية منهم وإن كانوا يثبتون لهم العصمة ولكنهم لا يساوونهم في العصمة والطهارة مع أهل البيت ولا يخالفون ما نص الله سبحانه عليه في كتابه العزيز الحميد في أهل البيت ولم يذكر الله سبحانه ذلك في حق أحد من الأنبياء عليهم السلام بل ذكر سبحانه لحكم ومصالح في حق الأنبياء ما أورثه الشبهة لأهل السنة والجماعة في عصمتهم كما يطهر لك من تتبع الأيات ومواقع النص من الروايات فتبين مما ذكر أنه لم تتساوى وعصمة الأنبياء عليهم السلام مع عصمة الزهراء عليها الصلوة والسلام فكان لها الشرف الفائق والفضل الرابق على الأنبياء لو قطعنا النظر عن شرافة الإنتساب وكونها من الدوحة الأحمدية والبضعة المحمدية
(١٧)