ولذا ترى المرأة الصالحة المؤمنة أشرف من الرجل الفاجر وهكذا كلما كانت المرأة أقرب إلى الطهارة والتقوى والعلم كانت أشرف من غيرها ثم إن الرجل إذا فقد التقوى فلا ولاية له ولا كرامة ألا ترى أن المرأة قد تملك الرجل بملك والرجل إذا فسق لم تقبل شهادته مطلقا وبالجملة فالمزية حاصلة للرجل مع التقوى وأما بدونها فلا فإذا تساوت المرأة والرجل في جهات العلم والتقوى والفضل فالرجل وأما إذا رجحت المرأة من كل الجهات فلها الفضل ففضل الرجل منوط على شرطين أحدهما مساواته معها في التقوى والعلم وساير جهات الفضل وثانيهما مساواته معها في الرتبة والدرجة وأما إذا كانت المرأة أعلى من الرجل في الرتبة والترتيب بأن تكون المرأة في مقام العلية والرجل في مقام المعلولية فلاشك ولا ريب أن الفضل للمرأة ضرورة عدم تساوي المعلول مع علته والنور مع منيره في حال من الأحوال فإذا ثبت ذلك فنقول أن الصديقة الطاهرة صلوات الله عليها قد ثبت عصمتها وطهارتها بنص من الله في كتابه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه فشهد الله سبحانه لها بالعصمة والطهارة بما لا مزيد عليها لأنه تعالى أذهب عنها رجس الأقذار الظاهرية والباطنية من المعاصي والسيئات الظاهرة والباطنة والصغيرة والكبيرة حتى من حديث النفس بما لا يريد الله سبحانه واخطار ما يكره سبحانه بالبال ونقول أيضا أن الصديقة الطاهرة صلوات الله عليه قد ثبت كونها أعلم من جميع الأنبياء غير أبيها لأن الأئمة صلوات الله عليهم يتفاخرون بأن مصحف فاطمة عندنا وفيه علم ماكان وما يكون وما هو كاين إلى يوم القيامة وأما علم الأنبياء غير أبيها فليس كذلك في البحار عن بصائر الدرجات قال أبو عبد الله (ع) وان عندنا لمصحف فاطمة وما يدريهم ما مصحف فاطمة قال فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات والله ما في قرآنكم حرف واحد إنما هو شئ أملاه الله عليها أو أوحي إليها قال قلت هذا والله هو العلم قال انه لعلم وليس بذاك الحديث في البحار قال الصادق عليه السلام إن فاطمة مكثت بعد
(١٦)