الأنبياء والمرسلين ونقول أما المقام الأول وهو فضلها على جميع نساء العالمين حتى مريم بنت عمران التي نزلت في حقها إن الله اصطفيك وطهرك على نساء العالمين ولأن الله عزوجل شرف نساء النبي لانتسابهن إليه على جميع النساء إن اتقين واجتنبن المعاصي والسيئات حيث قال عزمن قايل يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن والآية عموم بدلي ووقوع النكرة في سياق النفي يفيد العموم الاستغراقي والمعنى يا نساء النبي لا يساويكن أحد من النساء في الفضل والمسابقة من جميع نساء الأولين والآخرين والسابقين واللاحقين إلى يوم القيامة ممن يطلق عليه النساء إن كن متقيات ولا تكن كذلك حقيقة إلا إذا كن معصومات فالمتقيات المعصومات من نسائه أشرف من معصومات ساير النساء لمزية النسبة وتساوي العصمة فإذا كان الأمر كذلك في النساء الأجنبيات اللاتي حصل لهن النسبة بمجرد المصاهرة والنكاح فما ظنك بأولاده من البنين والبنات إذ كانوا معصومين من الذنوب مطهرين من العيوب مسددين من عند علام الغيوب لكون الولد جزء من الوالد ومن سنخه ولطيفة سره والسلالة منه أما ترى قول الله ردا على الكفار لما قالوا ان الملائكة بنات الله قال سبحانه وجعل له من عباده جزء فأثبت أن البنت جزء للوالد ومشاكلة له ولاريب أن النسبة في هذا المقام أعظم والالصاق أشد وأكثر ولا يشك فيه من له أدنى مسكة ودراية وفكر وروية وقد شهد الله على عصمة مولاتنا فاطمة الزهراء عن كل رجس وقذارة في آية التطهير وانه قد تولى بنفسه إذهاب الرجس وقد اتفق بين المسلمين كافة أن الزهراء عليها الصلوة والسلام من أهل البيت فإذا ثبت تقواها وطهارتها وعصمتها وجب أن لا تساوي أحد من النساء الأولين والآخرين كرامة لرسول الله وكرامة لها حيث أنها ولية الله وحجته على الخلق كما أن أباها وبعلها و بنيها أولياء الله وحججه عليهم لافرق بينها وبينهم من هذه الجهة ولهذا إذا دخلت على النبي رحب بها وقبل يديها وأجلسها في مجلسه كما في
(١١)