ووسايط فيضه ورحمته وتراجمة أمره ونهيه ومواضع علمه ووحيه نحمده على ما أخذ علينا عهده من الإيمان بهم والاعتراف بنبيهم ووليهم ونشكره على ما وفقنا للهداية والوفاء بما عهدنا عنده من الاعتراف بالنبوة والولاية ونشهده على أنا مسلمون لهم ومصلون عليهم أولهم و آخرهم ونسئله أن يجعل ما أكرمنا به من معترفيهم مستقرا عنده حتى يقربنا به لديه ويوصلنا إليهم واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين أما بعد فلما كانت أم القرى المباركة بل أم أبيها خامسة أهل الكساء ومكملة أصحاب العباء ولولاها لم يجتمع شملهم ولا يتم عددهم لأنها وعائهم ومحل ظهور أشباحهم وهي الكلمة التامة الجامعة لهم والكلمة طبعا متأخرة عن الحروف والصفة عن الموصوف أخرنا ما يدل على جلالة قدرها وعظم شأنها والتعرض لذكر فضائلها ومناقبها بنقل الأخبار المأثورة وجمع الدرر المنشورة الصادرة عن القرى المباركة الطاهرة بتحمل القرى الظاهرة حتى يطابق الوضع الطبع ويتميز الخفض عن الرفع وان كان المعصومون الأربعة عشر صغيرهم وكبيرهم رجالهم ونساؤهم فيما يحتاج إليه الخلق على حد سواء وجميع ما يحتاج إليه الخلق من التكوينيات والتشريعيات موجودة عند كل واحد منهم وصغيرهم كبير ونساؤهم رجال كالسرج المتعددة يستضاء بنور كل واحد منها على حد سواء وكل واحد منها يقوم مقام الآخر تماما وكمالا في رفع ما يحتاج الى الضوء إلا أن مراتبهم صلوات الله عليهم فيما بينهم مختلفة بالاتفاق وهي صلوات الله عليها وان كانت متأخرة رتبة عن أبيها وبعلها وبنيها إلا أنها مقدمة على جميع المخلوقات وأفضل وأشرف منها رجالا ونساء أنبياء وغير أنبياء ولنقدم قبل الخوض في ذكر الأخبار الواردة في فضلها وعظم شأنها وجلالة قدرها بأنحاء مختلفة في الفصول الآتية مقامين حتى يكون الناظر على بصيرة من أمرها عند الله عزوجل المقام الأول في فضلها على جميع نساء العالمين المقام الثاني في فضلها على جميع
(١٠)