لما صنعوا ما صنعوا إذ بايعوا أبا بكر لم يمنع أمير المؤمنين من أن يدعوا الى نفسه إلا نظرا للناس وتخوفا عليهم أن يرتدوا عن الإسلام فيعبدوا الأوثان ولا يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وكان الأحب إليه أن يقرهم على ما صنعوا من أن يرتدوا عن الإسلام وأنما هلك الذين ركبوا ما ركبوا فأما من لم يصنع ذلك ودخل فيما دخل فيه الناس على غير علم ولا عداوة لأمير المؤمنين فان ذلك لا يكفره ولا يخرجه من الإسلام فلذلك كتم علي أمره وبايع مكرها حيث لم يجد أعوانا بيان قوله عليه السلام من أن يرتدوا عن الإسلام أي عن ظاهره والتكلم بالشهادتين فأبقاهم على ظاهر الإسلام وكان صلاحا للأمة ليكون بهم أولى ولادهم طريق الى قبول الحق وإلى الدخول في الإيمان في كرور الأزمان وهذا لا ينافي ما مر وسيأتي أن الناس ارتدوا إلا ثلثة لأن المراد فيها إرتدادهم عن الدين واقعا وهذا محمول على بقائهم على صورة الإسلام وظاهره وإن كانوا في أكثر الأحكام الواقعية في حكم الكفار وخص عليه السلام هذا بمن لم يسمع النص على أمير المؤمنين ولم يبغضه ولم يعاده فان من فعل شيئا من ذلك فقد أنكر قول النبي وكفر ظاهرا أيضا ولم يبق له شئ من أحكام الإسلام ووجب قتله الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن علي بن نعمان بن عبد الله بن مسكان عن عبد الرحيم القصير قال قلت لأبي جعفر ان الناس يفزعون إذا قلنا ان الناس ارتدوا فقال يا عبد الرحيم ان الناس عادوا بعد ما قبض رسول الله (ص) أهل جاهلية ان الأنصار اعتزلت فلم تعتزل بخير جعلوا يبايعون سعدا وهم يرتجزون إرتجاز الجاهلية يا سعد انك المرجا وشعرك المرجل وفحلك المرجم بيان قوله فلم تعتزل بخير أي لم يكن اعتزالهم لإختيار الحق أو لترك الباطل بل اختاروا باطلا مكان باطل اخر للحمية والعصبية قال الفيروز آبادي الرجز بالتحريك ضرب من الشعر وزنه مستفعل ست مرات سمى به التقارب اجزائه وقلة حروفه وزعم الخليل
(٩٠)