قلت نعم قبلت ورضيت وأن أنتهك الحرمة وعطلت السنن وحرف الكتاب وهدمت الكعبة وخضبت لحيتي من رأسي بدم عبيط صابرا محتسبا أبدا حتى أقدم عليك ثم دعى رسول الله فاطمة والحسن والحسين وأعلمهم مثل ما أعلم أمير المؤمنين فقالوا مثل قوله فختمت الوصية بخواتيم من ذهب لم تمسه النار ودفعت الى أمير المؤمنين فقلت لأبي الحسن بأبي أنت وأمي الا تذكر ما كان في الوصية فقال سنن الله وسنن رسوله فقلت كان في الوصية توثبهم وخلافهم على أمير المؤمنين فقال نعم شيئا شيئا حرفا حرفا أما سمعت قول الله عز وجل إنا نحن نحي الموتى و نكتب ما قدموا واثارهم وكل شئ أحصيناه في إمام مبين والله لقد قال رسول الله لأمير المؤمنين وفاطمة عليهما السلام أليس قد فهمتما ما تقدمت به إليكما وقبلتماه فقالا بلى بقبوله وصبرنا على ما ساءنا وغاظنا كتاب سليم بن قيس الهلالي قال أمير المؤمنين (ع) قال فأخبرني رسول الله أن لو قبض أن الناس سيبايعون أبا بكر في ظلة بني ساعدة بعد تخاصمهم بحقنا وحجتنا ثم يأتون المسجد فيكون أول من يبايعه إبليس في صورة شيخ يقول كذا وكذا ثم يخرج فيجمع شياطينه وأبالسته فيخرون سجدا ويقولون يا سيدهم ويا كبيرهم أنت الذي أخرجت آدم من الجنة فيقول إي أمة لن تضل بعد نبيها كلا بل زعمتم أن ليس لي عليهم سبيل فكيف رأيتموني صنعت بهم حين تركوا ما أمرهم الله به من طاعته وأمرهم رسول الله وذلك قوله تعالى ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين قال سلمان فلما أن كان الليل حمل علي فاطمة عليها السلام على حمار وأخذ بيد ابنيه الحسن والحسين عليهما السلام فلم يدع أحدا من أهل بدر من المهاجرين ولا من الأنصار إلا أتاه في منزله فذكرهم حقه ودعاهم الى نصرته فما أجاب له منهم إلا أربعة وأربعون رجلا فأمرهم أن
(٩٥)