شهادة غيره لأن الله عز وجل قد شهد لها بالطهارة فإذا رددت شهادة الله وقبلت شهادة غيره كنت عند الله من الكافرين قال فبكى الناس فتفرقوا ودمدموا فلما رجع أبو بكر الى منزله بعث الى عمر فقال ويحك يابن الخطاب أما رأيت عليا ما فعل بنا والله لأن قعد مقعدا آخر ليفسدن هذا الأمر علينا ولا نتهنئا بشئ مادام حيا قال عمر ماله إلا خالد بن الوليد فبعثوا إليه فقال أبو بكر نريد أن نحملك على أمر عظيم قال احملني على ما شئت ولو على قتل علي قال فهو قتل علي قال قصر بجنبه فإذا أنا سلمت فاضرب عنقه فبعث اسماء بنت عميس وهي أم محمد بن أبي بكر خادمتها فقالت اذهبي الى فاطمة فاقرئيها السلام فإذا دخلت من الباب فقولي ان الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج اني لك من الناصحين فان فهمتها وإلا فأعيدي بها مرة اخرى فجاءت فدخلت وقالت ان مولاتي تقول يا بنت رسول الله كيف أنت ثم قرأت هذه الآية أن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك الآية فلما أردت أن تخرج قرأتها فقال لها أمير المؤمنين اقرئيها السلام و قولي لها أن الله عز وجل يحول بينهم وبين ما يريدون انشاء الله فوقف خالد بن وليد بجنبه فلما أراد أن يسلم لم يسلم قال يا خالد لا تفعل ما أمرتك السلام عليكم فقال أمير المؤمنين ما هذا الذي أمرك به ثم نهاك قبل أن يسلم قال أمرني بضرب عنقك وانما أمرني بعد التسليم فقال وكنت فاعلا فقال أي والله لو لم ينهني لفعلت قال فقام أمير المؤمنين فأخذ بمجامع ثوب خالد ثم ضرب به الحايط وقال لعمر يابن الصهاك والله لولا عهد من رسول الله وكتاب من الله لعلمت أينا أضعف جندا وأقل عددا وفي رواية أخرى لا يفعلن خالد ما أمرته فالتفت علي فإذا خالد مشتمل على السيف الى جانبه فقال يا خالد أو كنت فاعلا فقال أي والله لولا أنه نهاني لوضعته في أكثرك شعرا فقال له علي كذبت لا أم لك من يفعله أضيق حلقة انت منك أما والذي فلق الحبة وبرئ النسمة لولا ما سبق من القضاء لعلمت
(١١٩)