فابعد بدين قد قصمت به ظهري الى آخر الأبيات قال فلما قرء عبد الله بن عمر هذا العهد قام الى يزيد فقبل رأسه وقال الحمد لله يا أمير المؤمنين على قتلك الشاري ابن الشاري والله ما أخرج أبي إلي بما أخرج الى أبيك والله لا أرى أحدا من رهط محمد بحيث يحب ويرضى فأحسن جايزته وبره ورده مكرما فخرج عبد الله بن عمر من عنده ضاحكا فقال له الناس ما قال لك قال قولا صادقا لوددت اني كنت مشاركه فيه وسار راجعا الى المدينة وكان جوابه لمن يلقاه هذا الجواب ويروي أنه أخرج يزيد لعنه الله الى عبد الله بن عمر كتابا فيه عهد عثمان بن عفان فيه أغلظ من هذا وأدهى وأعظم من العهد الذي كتبه عمر لمعاوية فلما قرء عبد الله بن عمر العهد الآخر قام فقبل رأس يزيد لعنهما الله وقال الحمد لله على قتلك الشاري ابن الشاري واعلم أن والدي عمر أخرج الى من سره بمثل هذا الذي أخرجه الى أبيك معاوية ولا أرى أحدا من رهط محمد وأهله وشيعته بعد يومي هذا إلا غير منطوي لهم خيرا أبدا فقال يزيد فيه شرح الخفايا يابن عمر والحمد لله وحده وصلى الله على محمد وآله قال ابن عباس أظهروا الإيمان وأسروا الكفر فلما وجدوا عليه أظهروه قال سليم فاغرم عمر بن الخطاب تلك السنة جميع عماله انصاف أموالهم لشعر أبي المختار ولم يغرم قنفذ العدوي شيئا وقد كان من عماله ورد عليه ما أخذ منه وهو عشرون ألف درهم ولم يؤخذ منه عشرة ولا نصف عشرة وكان من عماله الذين أغرموا أبو هريرة على البحرين فأحصى ماله فبلغ أربعة وعشرين ألفا فقال ابان قال سليم فالتفت عليا صلوات الله عليه فسألته عما صنع عمر فقال هل تدري لم كف عن قنفذ ولم يغرمه شيئا قلت لا
(١١٤)