فاطمة والمفضلات من النساء - عبد اللطيف البغدادي - الصفحة ١٠٢
يكمل من النساء إلا أربع، آسية بنت مزاحم امرأة فرعون، ومريم بنت عمران، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد (ص) (1)

(١) بيان مهم حول حديث أبي موسى الأشعري في النسوة لأربع، وصوره ومصادره.
أيها المطالع الكريم عند تتبعنا لمصادر حديث أبي موسى الأشعري رأينا اختلافا عجيبا في صوره وهي ما يلي:
١ - فمن تلك المصادر المشتركة بين الخاصة والعامة من ينقله على غرار بقية أحاديث النسوة الأربع بلا زيادة ولا نقيصة، وستمر عليك أحاديث النسوة الأربع بنصوصها ومصادرها.
٢ - ومنهم من ينقله كما هو ويزيد عليه في أم المؤمنين عائشة.
٣ - ومنهم من ينقص منه فاطمة ويلحق به الزيادة مع بعض التحريفات.
٤ - ومنهم من ينقص منه خديجة وفاطمة ويلحق به أيضا تلك الزيادة.
والجدير بالذكر أن الزيادة والنقيصة لم ترد من طرقنا أصلا بل جاءت من طرق غيرنا أما نقله بلا زيادة ولا نقيصة ولا تحريف فقد جاء من طرق الفريقين، وهذا هو الصحيح الذي نختاره، وهو المؤيد بالقرائن القطعية، والبراهين المنطقية الحاسمة التي لا تخفى على النابه البصير، أما من هو الذي زاد في الحديث، ومن هو الذي أنقص منه أو زاد وحرف فلا نعلمه بالضبط، وما علينا إلا أن نذكر مصادر الحديث كما وقفنا عليها بصوره الأربع ولك بعد ذلك رأيك " والله يقضي بالحق والذين يدعون من دونه لا يقضون بشئ إن الله هو السميع البصير " [المؤمن / ٢١].
الصورة الأولى لرواية الحديث ١ - رواه الطبري المتوفى سنة ٣١٠ ه‍ في تفسيره (جامع البيان) ص ١٨٠، قال في تفسير سورة آل عمران ط الأولى ببولاق مصر ونصه: - قال رسول الله (ص) كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا مريم وآسية امرأة فرعون وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد (ص).
٢ - ونقله عن الطبري بهذا النص السيد مرتضى الحسيني في (فضائل الخمسة من الصحاح الستة) ج ٣ ص ١٤٥.
٣ - ونقله بالنص السابق الشبلنجي الشافعي المصري في (نور الأبصار) ص ٤٠ ط السعدية بمصر نقلا عن:
٤ - البخاري.
٥ - مسلم.
٦ - الترمذي.
٧ - الحاكم في (المستدرك) ج ٣ ص ١٥٤ عن صحيح مسلم ونصه قال: إنما تفرد مسلم بإخراجه حديث أبي موسى عن النبي (ص) خير نساء العالمين أربع.
٨ - ونقله بالنص الذي رواه الطبري - أحمد أمين في كتابه التكامل في الإسلام ج ٢ ص ١٩٩ تحت عنوان (سيدة النساء) نقلا عن البخاري ومسلم والترمذي.
٩ - الطبرسي في (مجمع البيان) م ٥ ص ٣٢٠ ط عرفان صيدا.
١٠ - ونقله المولى محسن الكاشاني في تفسيره (الصافي) في تفسير سورة التحريم عن المجمع بالنص المذكور في الأصل.
١١ - وذكره المازندراني الحائري في (شجرة طوبى) ج ٢ ص ٢٠.
١٢ - ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) ص ١٢٧ ط النجف قال: روي باللفظ الصريح يرويه كل من البخاري، ومسلم، والترمذي، عن النبي (ص) أنه قال: كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا مريم... الخ، ما رواه الطبري.
١٣ - ونقله عن ابن الصباغ السيد محسن الأمين في (أعيان الشيعة) ج ٢ ص ٥٤٥ ط بيروت سنة ١٣٧٠ ه‍.
١٤ - وذكره عبد الزهرة عثمان محمد في كتابه (الزهراء فاطمة بنت محمد) ص ١٠٥.
١٥ - العلامة كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي في (مطالب السؤل) ط طهران ص ١٠ نقلا عن الترمذي.
١٦ - العلامة ابن الديبع في (تيسير الوصول إلى جامع الأصول) ط نول كشور ج ٢ ص ١٥٩.
١٧ - العلامة السفاريني في (شرح ثلاثيات مسند أحمد) ج ٢ ص ٥١١ ط دار الكتب الإسلامية بدمشق.
١٨ - وقال رواه الإمام أحمد، والشيخان، والترمذي.
١٩ - وابن ماجة من حديث أبي موسى الأشعري.
٢٠ - راجع كتاب (إحقاق الحق) في تعليقاته للعلامة المرعشي ج 10 ص 100 في الأحاديث من 16 - 19.
الصورة الثانية لرواية الحديث 1 - الزمخشري في تفسيره (الكشاف) ج 4 ص 573 ط دار الكتاب العربي بالنص المذكور في الأصل ولكنه زاد عليه (وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام).
2 - ابن حجر العسقلاني في (الكافي الشاف في تخريج أحاديث الكشاف) المطبوع في ذيله قال:
3 - أخرجه الثعالبي عن أبي موسى بهذا. ثم قال:
4 - وأخرجه أبو نعيم في (الحلية) في ترجمة عمرو بن مرة من هذا الوجه وذكر سنده 5 - المراغي في (تفسيره) ج 28 ص 170 بالنص المذكور في الأصل مع الزيادة في عائشة نقلا عن الصحيح.
6 - أبو السعود العمادي في (تفسيره) المطبوع في حاشية (مفاتيح الغيب) للرازي في تفسير سورة التحريم ج 8 ص 297 بالنص المذكور في الأصل مع الزيادة.
الصورة الثالثة لرواية الحديث 1 - توفيق أبو علم في كتابه (أهل البيت) ص 100 مرسلا عن النبي (ص) ونصه: كمل كثير من الرجال ولم يكمل من النساء إلا ثلاث مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون وخديجة بنت خويلد وفضل عائشة على النساء... الخ. أقول: قوله إلا ثلاث تفرد به، وخالف فيه الأحاديث الأخرى التي روى هو بعضها عن ابن عباس وغيره، ولعله أخذه من ابن كثير الدمشقي في (تفسيره) ج 1 ص 362 من طريق شعبة باللفظ السابق.
2 - ابن كثير الدمشقي في (تفسيره) ج 1 ص 362 من طريق شعبة باللفظ السابق.
3 - ورواه أيضا في (تفسيره) ج 4 ص 394 وقد نقله عن الصحيحين ونصه: كمل كثير من الرجال ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون ومريم ابنة عمران وخديجة بنت خويلد، وان فضل عائشة على النساء... الخ.
الصورة الرابعة لرواية الحديث 1 - ونقله ابن كثير الدمشقي في (تفسيره) ج 1 ص 362 - 363 عن البخاري ولفظه: كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون ومريم بنت عمران وان فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام.
2 - وقال ابن حجر العسقلاني في (الكافي الشاف) في تخريج أحاديث الكشاف ج 4 ص 573: وهو في البخاري من رواية مرة عن أبي موسى الأشعري دون ذكر خديجة وفاطمة.
أقول: ونحن بدورنا لما رأينا اختلاف النقل لحديث أبي موسى الأشعري عن بعض الصحاح حتى عند الناقل الواحد - كما تبين مما تقدم من بعض المصادر فراجعها بإمعان - راجعنا (صحيح البخاري) ط مصطفى الحلبي، وتتبعنا مضان الحديث فرأيناه يكرره بسنده عن أبي موسى الأشعري في (صحيحه) ثلاث مرات وهي أولا ج 4 ص 192 باب قول الله " وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأة فرعون " ونصه: كمل كثير من الرجال ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون وان فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام. وفي ج 4 ص 200 باب قوله تعالى: " إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم " ونصه عن أبي موسى الأشعري قال: قال النبي (ص) فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام. كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون. وفي ج 5 ص 36 باب فضل عائشة ونصه كالنص الأول في ج 4 ص 192 وهو - كما ترى - في كل هذه النصوص خال من ذكر خديجة وفاطمة.
كما راجعنا (صحيح مسلم) ط عيسى البابي الحلبي بمصر فرأيناه يرويه في باب - فضائل خديجة - ج 2 ص 370 عن أبي موسى الأشعري، وهو خال أيضا من ذكر خديجة وفاطمة. ولكن ذكره الحديث في (باب فضائل خديجة) مع أنه خال من ذكرها. يدل على أن الحذف كان من قبل النساخ وإلا لرواه في غير هذا الباب. كما راجعنا (سنن الترمذي) بشرح الإمام ابن العربي ج 8 سنة 1352 ه‍ - 1934 م ط الصادي بمصر، قال في (باب ما جاء في فضل الثريد) ص 30 ونصه: حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرة الهمداني، عن أبي موسى الأشعري عن النبي (ص) قال: كمل كثير من الرجال ولم يكمل من النساء إلا مريم ابنة عمران وآسية امرأة فرعون وان فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام... الخ، فهو خال أيضا من ذكر خديجة وفاطمة.
= = وقد سبق أن قلنا: انا لا نعلم بالضبط من هو الذي زاد في الحديث ومن هو الذي أنقص منه أو حرف.
ولكنا نقول الآن: إن هذا الذي حرف وزاد وأنقص في الحديث ما أفاده هذا التحريف بكل أشكاله شيئا، إذ أن كمال خديجة وفاطمة، وسيادتهما على نساء العالمين ثابتة بالإجماع القطعي حتى عند البخاري نفسه وعند مسلم والترمذي في رواياتهم الأخرى كما سترى وتعلم إن شاء الله. والحق يعلو ولا يعلى عليه.
(والسلام على من أتبع الهدى).
(١٠٢)
مفاتيح البحث: السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها (3)، مريم بنت عمران عليهما السلام (7)، أم المؤمنين خديجة بنت خويلد عليها السلام (4)، آسية بنت مزاحم (زوجة فرعون) (1)، أمهات المؤمنين، ازواج النبي (ص) (1)، أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله (6)، كتاب الفصول المهمة لإبن صباغ المالكي (1)، كتاب مسند أحمد بن حنبل (1)، كتاب مجمع البيان للطبرسي (1)، كتاب نور الأبصار للشبلنجي (1)، عبد الله بن عباس (1)، الحافظ أبو نعيم (1)، كتاب مفاتيح الغيب للرازي (1)، كتاب شجرة طوبى للشيخ محمد مهدي الحائري (1)، كتاب جامع البيان لإبن جرير الطبري (1)، كتاب أعيان الشيعة للأمين (1)، الحافظ ابن حجر العسقلاني (2)، كتاب صحيح البخاري (1)، مدينة النجف الأشرف (1)، الزمخشري (1)، كتاب صحيح مسلم (2)، مدينة بيروت (1)، مدينة طهران (1)، سورة آل عمران (1)، مرة الهمداني (1)، سورة التحريم (2)، محمد بن المثنى (1)، عمرو بن مرة (1)، إبن ماجة (1)، محمد بن طلحة (1)، محمد بن جعفر (1)، دمشق (1)، الكرم، الكرامة (1)، الطعام (5)، الوفاة (1)، الشراكة، المشاركة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 97 98 99 100 101 102 107 109 110 111 112 ... » »»