وصحبه الكرام، من طرق الخاصة والعامة وبالإجماع، والشهرة التاريخية الثابتة، ولعل الذين ينفون أنهن بنات رسول الله (ص) غافلون عن تلك الأدلة وإليك بيانها مجملا.
بنات رسول الله (ص) في القرآن أولا القرآن المجيد قال تعالى في سورة الأحزاب آية / 59: " يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما " فقوله تعالى " وبناتك " نص صريح على أن للنبي (ص) بنات لا بنت واحدة، وكفى بهذا وحده دليلا قاطعا " ومن أصدق من الله حديثا " " ومن أصدق من الله قيلا " [النساء / 87، 122].
وربما يقال هنا: إن القرآن قد يعبر عن الفرد الواحد بصيغة الجمع، فقد يريد بقوله: وبناتك فاطمة فقط. وقد أشكل علي بعضهم بذلك، فالجواب نقول: نعم، قد يعبر القرآن عن الفرد بالجمع، ولكن ذلك إنما يكون لأسباب تقتضيها حكمة أو حكم إلهية تستوجب ذلك، مثل آية المباهلة: " فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين " [آل عمران / 62].
وبالإجماع المراد من قوله (أبناءنا) الحسن والحسين فقط، (ونساءنا) فاطمة لا غير، (وأنفسنا) علي أمير المؤمنين وحده، ولكن إنما عبر عن الفرد والمثنى بالجمع هنا يريد أن يبين الله لعباده عظمة هؤلاء الذين باهل النبي (ص) بهم نصارى نجران، وأنهم هم الذين يمثلون الأمة الإسلامية بكاملها