وافاه أجله. وكانت خديجة بعد ذلك قد أعرضت عن الزواج مع كثرة الخاطبين لها من أشراف قريش حتى سعدت أخيرا السعادة العظمى بزواجها من رسول الله (ص) وبذلك أصبحت أما للمؤمنين عامة، وأما للأئمة الأطهار خاصة، وقد بارك الله في نسلها من جهة أبنتها سيدة نساء العالمين فاطمة وقد أجاد من قال:
كان نسل النبي بنتا فأضحى مثل نبت الربيع عم البسيطا سبب زواجها برسول الله (ص) وكان سبب زواجها برسول الله (ص) على ما ذكر محمد بن عبد الملك بن هشام في كتابه (السيرة النبوية) نقلا عن سيرة المؤرخ القديم محمد بن إسحاق أنه قال: كانت خديجة بنت خويلد امرأة تاجرة ذات شرف ومال، تستأجر الرجال في مالها وتضاربهم بشيء تجعله لهم، وكانت قريش قوما تجارا، فلما بلغها عن رسول الله (ص) ما بلغها من صدق حديثه، وعظيم أمانته، وكرم أخلاقه بعثت إليه، وعرضت عليه أن يخرج في مال لها إلى الشام تاجرا، وتعطيه من الربح أفضل ما كانت تعطي غيره من التجار، وأن يخرج مع غلام لها يقال له ميسرة فقبل رسول الله (ص) منها، وخرج في مالها ذلك، وخرج معه غلامها ميسرة حتى قدم الشام.
راهب من رهبان النصارى يخبر ميسرة بنبوة النبي (ص) فنزل رسول الله (ص) في ظل شجرة قريبا من صومعة راهب من الرهبان، فأطلع الراهب إلى ميسرة فقال له: من هذا الرجل الذي نزل